في مداخلة له قال المونسينيور سيلفانو توماسي، وهو المراقب الدائم للكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى في جينيف، خلال الجلسة الثانية والعشرين من مجلس حقوق الإنسان التي عقدت في 7 مارس 2013 وتناولت “الجلسة السنوية ليوم حقوق الطفل”، للسيد الرئيس أنّه لشرف عظيم له أن يتمّ توكيله للتركيز على حقّ الطفل بالتمتع بصحة جيّدة وأنّه يطالب بالإنتباه إلى موضوع هام يجب مناقشته ألا وهو وضع الأطفال الذين يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية (الأيدز) والمصابين بعدوى مرض السل. وما زال هناك عوائق، وبخاصّة في البلدان ذات الموارد المحدودة التي تمنع الأطفال الذين يعيشون مع فيروس نقص المناعة البشرية من الحصول على العلاج المناسب للتغلب على المرض وذلك رغم وجود علاجًا فعالًا له.
وأردف قائلًا بأنّ الصعوبة في كشف العدوى عند الأطفال ما دون الـ 18 شهرًا تعيق بشكلٍ كبيرٍ علاجهم من فيروس نقص المناعة البشرية ويمكن للأطفال المقيمين في بلدان ذات الدخل المرتفع الخضوع إلى تشخيص دقيق خلال 48 ساعة بعد الولادة غير أنّ الأطفال المقيمين في بلدان ذات الدخل المنخفض يصعب عليهم الخضوع إلى مثل هذا التشخيص بسبب كلفته الباهظة وعدم توفّر الإختبارات المختصة والمتطورة والمختبرات المجهزة ومقدمّي الرعاية الصحية المتدربين. ويصل معدل الأطفال المصابين بهذا الفيروس عبر إنتقاله من ثدي الأم عند الولادة والرضاعة الطبيعية 90% حيث سُجلّت عام 2011 330000 حالة جديدة لأولئك الأطفال رغم المداخلات لمنع نقله.
وأشار إلى ما ورد عن الكرسي الرسولي بأنّ عدد الأطفال المصابين بالفيروس قد ينخفض بسرعةٍ في حال زادت إمكانيّات الوصول إلى برامج متخصّصة للحدّ من هذا الإنتقال وذلك بواسطة تشخيصٍ مبكرٍ للأمّهات وتوفير لهنّ علاجات مضادة للفيروسات القهقريّة. كما أكّد بأن إنعدام الرعاية والعلاج يسبّب وفاة ثلثي الأطفال الذين يولدون وهم مصابين بالفيروس عند بلوغهم السنة الأولى ونصفهم عند السنة الثانية. مع ذلك، على الأطفال الخاضعين للعلاج المضاد للفيروسات الناشطة للغاية تناول ثلاثة أدوية مختلفة مضادة للفيروسات القهقرية عدة مرّات في اليوم بغية منع تطور الفيروس لاحقًا. ويجب تركيب هذه الأدوية بطريقة مختلفة عن تلك الخاصة بالكبار وأخذ الظروف المناخية بالإعتبار والجدير بالذكر أيضًا أنّ عدم توفّر مياه الشرب، والغذاء الكافي والكهرباء في العديد من المناطق ذات الدخل المرتفع يهدّد نوعيّة العلاج فمن غير الكافي تنويع تلك الأدوية وذلك بسبب ضعف سوق الأدوية لتأمين هذا النوع من البحوث.
أخيرًا، أشار المونسينيور توماسي، خلال حدث نُظّم في 6 مارس 2013، إلى أنّ كلّ تلك العوائق المذكورة أعلاه تمنع الطفل من حقّه في التمتع بصحة جيدة المعترف به في الإتّفاقيّة بشأن حقوق الطفل وإلى أنّ توكيله كان بسبب التجارب التي إكتسبها من منظمات كاثوليكيّة متّصلة بالكنيسة والتي من شأنها تعزيز حقوق الطفل وحمايتها وأنّ دراسة حديثة لمكافحة الأيدز وشبكة من المنظمات الكاثوليكيّة غير الرسميّة لتقديم الدعم الماديّ والمساعدة التقنية للبرامج التي تُعنى بالأيدز في البلدان النامية تُظهر جهود تلك البرامج للقضاء على إنتقال الفيروس. وأضاف بأنّ البابا شدّد، خلال اليوم العالمي للأيدز عام 2012 على أنّ هذا المرض يصيب البلدان الفقيرة بشكلٍ خاص وأنّه يصلي على نيّة الأطفال الذين يصابون بالمرض من أمّهاتهم على الرغم من وجود أدوية وقائيّة لذك ويشجع المبادرات الكنسيّة لوضع حدٍّ لهذه الآفة. زد على ذلك أنّه طالب بالتعاون مع شركات أدوية ومعاهد بحوث لحماية كرامة الطفل الذي يعيش مع فيروس نقص المناعة البشرية والمصاب بعدوى مرض السل من خلال تأمين التدابير اللازمة.