البطريرك الماروني يغادر في زيارة إلى فرنسا

غادر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بيروت ظهر اليوم متوجها الى فرنسا على متن طائرة خاصة وضعها في تصرفه النائب الأسبق لرئيس مجلس الوزراء عصام فارس، في جولة له تبدأ من باريس وتشمل دولا في اميركا اللاتينية وتنتهي في العاصمة الإيطالية – روما وتستمر حتى الخامس والعشرين من أيار المقبل يرافقه النائب البطريركي العام المطران بولس الصياح، الوزير السابق زياد بارود، المدير العام لمؤسسة عصام فارس العميد وليم مجلي، ومدير مكتب الإعلام والبروتوكول في البطريركية المارونية المحامي وليد غياض.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

وكان في وداع البطريرك الراعي في صالون الشرف في المطار وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناظم الخوري ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن على رأس وفد، رئيس المؤسسة المارونية للانتشار الوزير السابق ميشال اده، المطارنة: بولس مطر، مطانيوس الخوري وسمير مظلوم، وعدد من الشخصيات.

وبعد استعراض ثلة من قوى الأمن الداخلي أدت التحية الرسمية، جدد البطريرك الراعي من  المطار توجيه تحياته لرئيس الجمهورية قائلا: “أود أن أجدد التحية لفخامة رئيس الجمهورية ويسعدني أن أكون قد زرت القصر الجمهوري قبيل انتقالي الى المطار” لافتا الى ان هذه الزيارة هي بمثابة زيارة لرأس البلد، “ونحن نعتز به، وقد اعتدنا على زيارته قبل السفر وبعده واليوم ما كان مميزا ان زرناه قبل سفرنا مباشرة وهذا كان مهما”.

أضاف غبطته: “عبرنا لفخامة الرئيس عن فرحنا وفرح اللبنانيين بالسرعة في تكليف رئيس الحكومة الجديد تمام بك سلام، وهذا عزاء كبير للشعب اللبناني المسرور، الذي يتطلع ونحن معه والكل أيضا بأن تكتمل الفرحة بتأليف الحكومة ايضا بسرعة يرضى عنها الكل وبقانون جديد للانتخابات”.

وعما اذا كان قانون الإنتخابات هو غير قانون الستين اكد غبطته:” “طبعا، فكل الناس تقول ذلك حتى فخامة الرئيس، لكن فخامة الرئيس عملي وواقعي ولا يستطيع القول ان قانون الستين ألغي طالما لم يصدر قانون آخر، لأنه بالنتيجة ما زال القانون الموجود، ولكن الجميع مصممون، ان رئيس الجمهورية أو كل الفئات، على وجود قانون جديد، ورئيس الجمهورية لا يستطيع الحديث إلا بالقانون الموجود، ولذلك يمكن أن يتم تمديد المهل من أجل أن ينطلق اللبنانيون الى قانون جديد، وهذا باعتقادي ما يتفق عليه جميع اللبنانيين”.

وحول ما اذا كانت بكركي تؤيد القانون المبني على المختلط الأكثري مع النسبي؟
أجاب صتحب الغبطة:”هذا الشيء أصبح مطلب الجميع الآن، وأصلا هو القانون الذي وضعته اللجنة التي يرأسها الوزير فؤاد بطرس، أقول ذلك وموجود معنا اليوم الصائغ الأساسي للجنة الوزير زياد بارود، وكذلك الرئيس بري تقدم بالمختلط، واليوم كل الأفرقاء يسيرون نحو المختلط، الرئيس وبكركي وكل الفئات اللبنانية تقريبا، وأنا أقول، واكرر إننا نبارك كل ما يتفق عليه كل اللبنانيون، ونحن ولا مرة فرضنا رأينا التقني على الشؤون السياسية أو غيرها، فهذا من الأمور التقنية، ونحن نقول مبادئنا وهي: حسن التمثيل، الإنصاف، المساواة، وان يشعر اللبناني انه ينتخب من يمثله بصوت حر، وان يستطيع مساءلته ومحاسبته، وأن يشعر ان صوته له قيمة ولم يفرض عليه النائب، وهذه المبادىء نحن عليها دائما، ونحن نبارك ما يتفق عليه المسؤولون السياسيون في التقنيات”.

وردا على سؤال عن امكانية حثه الرئيس عصام فارس على العودة الى لبنان، لخوض الإنتخابات النيابية أشار البطريرك الراعي:”بالتأكيد أوجه تحية كبيرة جدا لدولة الرئيس عصام فارس الذي تكرم ووضع طائرة بتصرفنا، وأكثر من ذلك أشكره لأنه وضع طائرته ايضا بالتصرف في زيارتنا من باريس الى الأرجنتين، وأشكره لأنه أوفد العميد وليم مجلي لكي يكون معنا في كل هذه الطريق، وأعتقد ان كل لبناني يرغب بعودة دولة الرئيس عصام فارس الى لبنان ولا أعتقد ان هناك اختلافا بين اللبنانيين على هذا القول، وهذا ما نتمناه ويتمناه فخامة الرئيس وكل لبناني، لأن دولة الرئيس عصام فارس يشكل قيمة وطنية كبيرة للبنان ككل ولعكار بنوع خاص”.

اضاف غبطته: “عندما زرنا عكار شعرنا كم ان وجود دولة الرئيس عصام فارس أساسي، وكم انه أعطى حياة لعكار وكم يحبونه في عكار وكم هو أيضا يحب عكار، وأعتقد ان هذا ما يتفق عليه كل اللبنانيين، ونتمنى ان يعود الى لبنان وتكون الأمور في لبنان فعلا اصطلحت ويكون للانسان قيمته، لأنه بالحقيقة في عدم وجود قوانين ومنها قانون الإنتخاب وفي عدم وجود ممارسة ديمقراطية حقيقية تحترم كل الشخصيات اللبنانية وكل لبناني، نرى العديد من شخصياتنا ومن اللبنانيين في الخارج، لذلك فإن المسؤولين السياسيين مسؤولون فعلا عن خلق جو مناسب على كل الأصعدة السياسية، الإقتصادية، الإجتماعية، الثقافية وفرص عمل، فيعود اللبنانيون المنتشرون في أصقاع الدنيا، وهنا أقول اننا ذاهبون اليوم لزيارة 7 بلدان في مجاهل العالم وسوف نجد مجموعات لبنانية بقدر ما موجود في لبنان وأكثر، فنتساءل أليس هؤلاء بحاجة للعودة الى لبنان”.

وعن طبيعة لقاءاته مع المسؤولين الفرنسيين وعما إذا كان سيبحث في قضية اللبناني جورج ابراهيم عبدالله، أجاب غبطته: “تعرفون ان هناك رغبة عبر عنها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في عقد لقاء بيننا، وهذا اللقاء يتم التحضير له منذ كانون الأول الماضي، ومن المؤكد أنه سيشمل كل القضايا التي يريد الرئيس هولاند طرحها، وسيكون لنا لقاء مع وزير الخارجية الفرنسي، وفي الأمور التي ستطرح معنا نجيب عن كل القضايا التي لدينا معرفة بها”.

وعن حكومة الرئيس تمام سلام وتأثيرها الإيجابي والوطني على لبنان
أوضح صاحب الغبطة: “أعتقد ان كل اللبنانيين فرحوا فرحا كبيرا بشخص الرئيس تمام بك سلام، الآتي من بيت عريق ومعروف أعطى لبنان كثيرا كما المرحوم والده، ونحن نرى في طلائعه ووجهه وبيته وشخصيته والإجماع عليه، ما يعتبر بزوغ فجر جميل، ونأمل أن تتبدل الأمور في لبنان لمصلحة المساعدة على تسهيل تشكيل الحكومة الجديدة التي يطمح اليها كل اللبنانيين، والتي تخدم لبنان في
ظرف عصيب جدا، وهذه هي أمنياتنا وصلواتنا للرئيس تمام سلام وللبنان”.

وحول لقائه بالأمس مع كل من العماد عون والرئيس فؤاد السنيورة، ونية كل واحد منهما الطيبة لتسهيل تشكيل الحكومة الجديدة كفريقين يمثلان 8 و14 آذار
لفت البطريرك الراعي: “طبعا، الإثنان مستعدان، سواء الرئيس عون أو الرئيس السنيورة، وقد أكدا كلاهما وأجمعا على أنه بالنسبة الى قانون الإنتخاب، يجب أن يكون مختلطا، وقد أجمع الكل أيضا على ضرورة تأليف الحكومة الجديدة بسرعة، وأن ترضي جميع اللبنانيين من دون استثناء، وأن يتمثل بها جميع اللبنانيين لكي تقوم في هذه الظروف الصعبة بتذليل كل الصعوبات التي قد تواجهها، وكلنا وضعنا ضمن اولوياتنا ان تحصل الانتخابات النيابية في موعدها من خلال قانون جديد، وان تعالج القضايا المطروحة على الساحة اللبنانية، وان تمثل الحكومة الجديدة جميع اللبنانيين، وهذا ما سمعناه ان كان من العماد عون او من الرئيس السنيورة”.

وعن رأيه بالالتقاء والتوافق بشكل مفاجئ للبنانيين كما حصل خلال زيارة البابا الاخيرة للبنان او من خلال تكليف الرئيس تمام سلام تشكيل الحكومة الجديدة.

أجاب غبطته: “هذا هو الضمان الحقيقي عند اللبنانيين، وعندما نسأل نقول للجميع اننا لن نتشاءم على الاطلاق في هذا البلد، لان اللبناني “شاطر”، واحدهم كتب وقال عن اللبنانيين انهم “شاطرين” في خلق الازمات وفي حلها في الوقت عينه، وهذا أمر حقيقي وواقعي لمسناه بالامس من خلال حلحلة الامور، ويجب ألا ننسى أمرا مهما تحدثت عنه مع الرئيس السنيورة بالامس، هو أن هناك يدا إلهية ممدودة وتبارك هذا البلد، ووافقني على ذلك، وربما ذلك من قبل القديسين جميعا، أضافة الى الشعب اللبناني الطيب الذي يعض على جرحه والشهداء الذين دفعوا ثمنا غاليا بحياتهم، والفقراء الساكتين والمتحملين لكل الظروف الصعبة في البلد، والاكثرية الصامتة في لبنان، وهم الاوادم، كل ذلك يعني أن العناية الالهية موجودة دائما الى جانب لبنان، عندما يصل الى الشفير نجد شيئا ما وقدرة عظيمة تهدىء الامور، وهذه هي العناية الالهية، اضافة الى عظمة اللبناني في هذا الاطار، وهذا هو جمال لبنان الذي نريده ان يبقى يلعب هذا الدور الجميل. ونحن اليوم في زمن القيامة، وعندما حضر الجميع لمعايدتنا، مسلمين ومسيحيين، كان أجمل ما سمعته من اخواني المسلمين قولهم “المسيح قام”.

أضاف غبطته: “أتمنى أن أعود الى لبنان الشهر المقبل لنجد أن الحكومة الجديدة قد تشكلت وقانون الانتخاب الجديد قد تم التوافق عليه، وبعدها تحصل الانتخابات النيابية كما ينتظرها جميع اللبنانيين”.وتابع: “سوف نصلي دائما للبنان، وسنبارك أي حلول فيه من خلال اتصالاتنا التي سنتابعها من هناك، وسنتابع برنامج الزيارة مع الجاليات اللبنانية. جميل أن نحمل لهم الاخبار الطيبة من لبنان لأنهم يحملون هموم الوطن أكثر من المقيمين فيه، لذلك أنا مسرور بأن أغادر اليوم وأحمل لهم الاخبار الطيبة عن لبنان بأن كل الناس قد انتعشت. وقد أطلعني الرئيس ميشال سليمان اليوم خلال اللقاء معه على أنه يتلقى يوميا اتصالات عديدة، هي اتصالات فرح وتهنئة على تكليف الرئيس تمام سلام تشكيل الحكومة”.

وحول الرسالة التي يوجهها الى الجيش اللبناني الذي يعمل يوميا على ضبط تهريب الأسلحة والممنوعات، أجاب: “نوجه تحية كبيرة جدا للجيش وكل القوى الامنية في لبنان، ونصلي لهم دائما، وخصوصا أننا نعيش في ظرف صعب جدا. وبسبب نزوح أشقائنا السوريين الى لبنان بأعداد كبيرة، نقول لهم إنسانيا أهلا وسهلا، لكن هناك تهريب أسلحة يمينا ويسارا، ونحن نحيي الجيش والقوى الامنية اللبنانية ونشد على أيديهم لضبط الأمور، كي يتحقق الامن والاستقرار في لبنان ولا يؤخذ البلد الى أي أمر لا يريده، ونحن نستضيف الجميع إنسانيا، ونتمنى عليهم أن يحترموا هذه الارض، إذ إن لبنان أرض ضيافة وانفتاح على كل الناس، وبالرغم من صغر مساحته الجغرافية، فإنه يستضيف كل الناس، وهذا الواجب ليس علينا فقط، إنما يجب على كل الدول المحيطة والمجاورة لسوريا أن يتوزع عليها النازحون السوريون بقدر ما تستوعب، لأن لبنان يتحمل حاليا أكثر من طاقته، وهذا ليس بالممكن، لذلك نرجو من الجميع احترام هذه الأرض، وهذا الوطن وأمنه وسلامه وانسانه، وثقافة هذا البلد المبنية على ثقافة العيش المتنوع معا، ولكن هذه التمنيات كلها لا تكفي، إذ إن هناك من يحاول اللعب بالامن من خلال تهريب الاسلحة، لذلك إن ضماننا الوحيد في لبنان لدرء هذا الخطر هو الجيش وكل القوى الامنية والعسكرية التي نحييها جميعا”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير