انني رجل غني وميسور الحال ، أعيش أفضل بكثيرمن غيري ، عندي امكانيات مش بطالة ، ولكنني أطمع في المزيد ، افكر ليل نهار في جمع الاموال ، وأتطوق لحياة الرفاهية الزائدة عن اللزوم ، لا مانع اذا حصلت على ربح بطرق غير مشروعة ، المهم اريد الربح ، والربح الكبير ، ولم أدرك انني أخسر نفسي بسرعة .
اريد ان أملك كنوز الارض وهذه هي شهوتي واشتياقي الشديد ، لم أنظر للاحتاجات ومتطلبات الاخرين ، لم اصغي لصراخ المتالمين، احب نفسي كثيرا، انا وبس، احب ان اكون الاول بين الجميع ، ولم ادرك انني في الصف الاخير
كنت في عداء مستمر مع أخي بسبب الميراث ، ولم تكن عندي الحكمة لكي أرتفع فوق الصراعات والحسد والطمع ،فخسرت اخي وخسرت علاقاتي العائلية ، فمن الان بعدما تغيرت حياتي ، لا تنازع مع أخي، بل بالحري ارحب به حتى وإن أراد استغلالي، إذ يقول لى الرب : “من أخذ الذي لك فلا تطالبه” (لو 6: 30)، بل بالحري حولت صراعي وجهادي الى الأمور النافعة والضروريَّة لخلاص نفوسنا..
سمعت يسوع يقول للجموع ” انظروا وتحفظوا من كل طمع “ لم افهم ، ولم ابالى ولم اجتهد للافهم معاني هذه التعاليم ، استمرت حياتي هكذا ، والرب بحبه صبر كثيرا علىَ ، سنوات وسنوات ، فيقول عني الرب ساتركها هذه السنة ايضا لعلها تعطي ثمارا .، للانني كنت ومازلت شجرة ضعيفة بل ومريضة ………
للاسف الشديد ،
*وقعت في فخ الطمع، الذي لا يحبه الله ولا الناس
وقعت في الانانيةوجعلت خيرات الرب لي انا وحدي فقط ، وامتلكها بمفردي . *
*وقعت في حب الماللدرجة انني نسيت اخي الانسان ومسؤليتي نحوه ، بل نسيت الرب ايضا .
*ضاع ايماني وثقتي بالربالذي بعنايته يعطيني هذه الخيرات كل عام ، فاخطأت وبنيت خزائن كبيرة سببت لى هموما اكثر ، ومن غبائي قلت : كلى يانفسي وتنعمي لسنين كثيرة ، ولم انتبه بان الرب الذي يعطي ثمار الارض كل عام ، سيعطيني الخيرات وبكثرة كل يوم
طلب منا الرب ان نصلى هكذا ” اعطنا خبزنا كفاف يومنا ” هذه الصلاة ايضا لم انتبه لها .
اذااين العطاء في حياتي، الم يقل لنا الرب ” اعطوا تعطوا ” *
لمافكر في بناء كنز في السماء” حيث يكون كنزي يكون ايضا قلبي ” *
* لماعرف بان قيمة الانسان، لا في ما يمتلكه من اشياء ، بل من يعطي وبسخاء فيمتلك حب الناس ، فيكون غنيا بالله .
*فرحت باثمار الوفيرونسيت المعطي الحقيقيلهذه الثمار، فرحت بالمخازن الممتلئة ، وأكتشفت فراغي الداخلى لانني تناسيت حق الفقراء
*ونسيت أنني محدود، وان لكل انسان نهاية ، وعندما يترك الانسان العالم ،،،،،، هل ياترى ينسى أن يأخذ معه اعماله ؟
* لقدتعلمت الحكمةبعد هذه التجربة بان أبني لى كنوز ومخازن كبيرة في السماء ، وأسهر على ان تكون ممتلئة ،باعمال المحبة،العطاء وبلا حدود، ومساعدةوالخدمة ، واطعام الجائع ، ومساندةالمريض . وزيارة المسجونلقد علمني ربي قائلا ” كلما صنعتم بكل هؤلاء اخوتي الصغار فبي قد صنعتم ،” (متى 25)
وذكرني ايضا البابا فرنشيسكوا باعماله ومحبته للفقراء ،بكل ما صنعه يسوع وعلمه
– تأملت في صنع يد الله، وكيف يعتني الله باصغر مخلوقاته ، وكيف يدبر حياتها
– حتى طيور السماء التي لا تزرع ولا تحصد ، فالمحاصيل وفيرة والعناية الإلهيَّة تعولها علي الدوام ، يوميا .
– طيور السماء لا تطلب ملكًا خاصًا بها، لذلك فهي لا تعرف العوز للطعام، كما لا تحسد الآخرين، وانتم افضل منها كثيرا في نظر الرب
نلخص ماقاله الغني في :
– “تأمَّلوا الزنابق كيف تنمو…”، بهذه الكلمات يدعونا الرب للثقة فيه. إنه يهبنا رحمته. المعنى الحرفي لهذه العبارات يعني أننا لا نستطيع أن نضيف شيئًا لقامة أجسادنا، وأما المعنى الروحي فهو أننا لا نستطيع أن نتخطى حدود مستوانا دون معونة الله…
– يؤكد القدِّيس إكليمنضس السكندري في كتابه: “من هو الغني الذي يخلص؟” أن الغنى ليس شرًا، بل هو نافع أن أُحسن استخدامه، وأن أغنياء كثيرين أيضًا يتمتعون بالملكوت خلال محبَّتهم للعطاء.
– هكذا يريد السيِّد المسيح أن يرفعنا نحن قطيعه الجديد لنحيا كطيور السماء المرتفعة نحو السماويات، لا نهتم بملكيَّة خاصة، وبلا مخازن ترابية، إنما ننظر الى الأبديَّة في جو المحبة الكاملة ؛ وأن نعيش كزنابق الحقل نحمل المجد الملائكي البهي الذي ليس هو من صنع أيدينا، بل من عمل نعمته الفائقة. نرى في الله أبانا المهتم بمشاركتنا في ملكوته، مقدَّما لنا الأمور الزمنيَّة كأمر ثانوي وزهيد بالنسبة لعطاياه الأبويَّة الخالدة.