إنّ "تشيفيلتا كاثوليكا" (الحضارة الكاثوليكية) هي المجلّة الأقدم في إيطاليا صدرت منذ 163 عامًا وهي تضمّ مقالات من تأليف اليسوعيين. إنها مجلّة ثقافية تصدر مرّتين في الشهر الواحد وهي تضع أرشيفها حاليًا مجانًا بمتناول جميع القرّاء عبر غوغل. إنّ كتّابها هم اختصاصيون في مجال الكتابة ولكنهم يستعملون لغة سهلة لكي يفهمها الجميع. إنها تعمل بتناغم كبير مع الكرسي الرسولي وهي تتميّز منذ نشأتها بخبرة فكريّة مشبّعة بالإيمان وملتزمة بالحياة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفنية والعلمية التي تواكب عصرنا الحالي. وهي لا تنحصر بالعالم الكاثوليكي فحسب بل تمتدّ الى كلّ الأشحاص الذين يرغبون في الحصول على معلومات من مصادر موثوقة بهدف تعميق ثقافتهم الدينية.
يكمن سرّ هذه المجلّة في جذورها التي تتأصّل بروحانية القديس إغناطيوس دي لويولا وهي روحانية إنسانية في بحث مستمر عن الله في العالم ومنها برز الكثير من الآباء والقديسين وآخرها كان البابا فرنسيس.
تسعى هذه المجلّة جاهدة للمحافظة على انتباه قرّائها وكما سبق أن وصفها البابا بولس السادس فهي تملك نظرة نبوية تتجه نحو المستقبل وتخبر بالأخص عن الكنيسة التي تسير نحو الغد.
من العام 1850 حتى العام 1933، لم تعد المجلّة توقّع المقالات وذلك لكي تؤكّد أنّ المقالات الصادرة هي من عمل جماعة وليس أفرادًا.
إنّ مجلّة "تشيفيلتا كاثوليكا" قد انطلقت اليوم وغيّرت في شكل كتابتها وبما أنّ عالمنا اليوم يشهد فورة في عالم الاتصالات فإنها قد تطوّرت لتطال فايسبوك وتويتر. وقد تمّ إطلاق مشروع يسمح بالولوج الى الشبكة وتصفّح كلّ الملزمات الصادرة عنها من العام 1850 حتى العام 2008. إنّ باستطاعة أي شخص التعرّف الى مضمون المجلّة الذي يصدر من خلال ملخص مهيّأ للقراءة والمشاركة والتعليق عليه.
وكما قال البابا بندكتس السادس عشر يومًا: "إنّ على مجلة "تشيفيلتا كاثوليكا" أن تواصل تجددها باستمرار" وها هي الآن تخطو الخطوة الأولى على هذا المسير.