أيام الصوم إذا هي أيام توبة وتواضع وفى نفس الوقت أيام مفرحة ومبهجة خلال خبرة النصرة والغلبة التي يختبرها المؤمنون في حياتهم الداخلية. الصوم لا يعني تعباً وضيقاً، لكنه فرح وتهليل داخلي بالله الحاضر والعامل فينا. هذا ما نختبره. ويؤكد على ذلك القديس أثناسيوس فيقول: ليتنا لا نترك هذه الأيام تمر علينا كمن هم في حزن، إنما إذ نتمتع بالغذاء الروحي تخمد شهواتنا الجسدية. بهذه الوسيلة نقدر أن نغلب أعدائنا الشياطين والشهوات (كما صنعت الطوباوية
يهوديت، إذ تدربت أولا على الأصوام والصلوات، بهذا غلبت الأعداء وقتلت أليفانا ).
وبهذا يصبح الصوم والذي هو علامة وطريقة للألم إلى علامة وطريق إلى الأمل والرجاء.
واختتم هذه الكلمات بكلمات قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر في رسالته للصوم “أيها الإخوة والأخوات، في زمن الصوم هذا، الذي نستعد فيه للاحتفال بحدث الصلب والقيامة، الذي افتدت به محبة الله العالم، وأنارت التاريخ، أتمنى لكم جميعا أن تحيوا هذا الوقت الثمين محيين إيمانكم بيسوع المسيح، للدخول في مسيرة محبته تجاه الآب وتجاه كل أخ وأخت نصادفهم في حياتنا “.
ولكن ماذا يقول القانون الكنسي الشرقي عن الصوم؟
مجموعة القوانين للكنائس الشرقية لا تحدد كيفية ومواعيد الصوم لدى الكنائس، بل تتركه للشرع الخاص لكل كنيسة كي يحدده. كنيستنا القبطية الكاثوليكية في شرعها الخاص المادة 94 تنص على:
يجب على المؤمنين في أيام التوبة (والمقصود هنا أيام الصيام) أن يحفظوا الصوم. لكن ما المقصود بالصوم؟
الصوم هو الامتناع عن أكل اللحوم وعن البياض (الألبان ومنتجاتها والبيض) وإنما يجوز أكل السمك.
متى يجب الصوم بهذه الطريقة؟
– كل أيام الجمعة على مدار السنة، إلاّ فترة الخماسين، وأيام الجمع التي يقع فيها أحد الأعياد الآتية: الميلاد – الغطاس – الرسولين بطرس وبولس – انتقال السيدة العذراء مريم بالنفس والجسد إلى السماء.
– صوم الميلاد ومدته خمسة عشر يوماً.
– صوم الرسل ومدته أسبوع.
– صوم السيدة العذراء ومدته خمسة عشر يوماً.
ما المقصود بالصوم الانقطاعي ومتى يجب الصيام به؟
الصوم الإنقطاعي هو الامتناع عن الأكل والشرب من منتصف الليل إلى الظهر، إلى جانب الامتناع عن أكل اللحوم وعن البياض (الألبان ومنتجاتها والبيض). ويجب الصيام به أثناء الأيام التالية:
– بيرموني الميلاد والغطاس.
– صوم نينوى ومدته ثلاثة أيام.
– الصوم الكبير ومدته أربعين يوماً (عدا السبت والأحد، ويوم عيد البشارة إذا صادف في نفس الزمن، فيهم يكون الصيام عادي دون الانقطاعي) وان كان هذا لا يذكره الشرع الخاص للكنيسة القبطية لكن التقليد الكنسي يحافظ عليه.
– أسبوع الآلام بكامله بما فيه سبت النور.
الصوم واجب اذا لكن عند وجود عذر يمنع أحد المؤمنين من الالتزام بالصوم أو بالصوم الإنقطاعي، عليه أن يرجع للراعي أو أب الاعتراف، للاسترشاد برأيه والعمل بتوجيهاته.
كل عام وانتم بخير بمناسبة الصوم الكبير