وقبل مغادرته عبر مطار عمّان اليوم السبت، زار كاستيلاني المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، وتحدث لمديره الأب رفعت بدر عن رحلته هذا العام، مشيراً الى زيارته عام 2005، حين أعد فيلماً وثائقياً بأربعة أجزاء عن أبي ” المؤمنين ابراهيم “، مصوراً ومنتجاً وكاتباً للنص الوثائقي. وقال ان ذلك الفيلم قد تمت ترجمته الى خمس لغات عالمية، إلى جانب اللغة الأم الايطالية ولقي رواجاً كبيراً في العديد من التلفزيونات العالمية والكاثوليكية.
وحول رحلته الحالية، قال كاستيلاني الذي تعاونه زوجته أدا وصديقه Crescens Dupuis الذي يعمل في التمثيل والاخراج، انني تتبعت خطى الرحالة والمستشرق السويسري يوهان لودفيغ بركهارت الذي أعاد اكتشاف البتراء قبل قرنين من الزمان، فلم أكتفِ فقط بالمكوث في البتراء لعدة أيام، بل تتبعت كل الأماكن التي زارها بركهارت ووثقها في كتبه من شمال الأردن الى جنوبه مثل جرش وعجلون وأم قيس والكرك والشوبك وغيرها من المناطق الأثرية الخالدة، وقد استندت كذلك على الدراسة العلمية التي قام بها عالم الاثار الراحل الاب ميشيل بيتشرلو حول مذكرات العالم السويسري بركهارت في الاردن.
وأضاف كاستيلاني لقد قمت على مدار ثلاثة عشر يوماً بعمل مضنٍ وشاق لكنه جدي ومتقن، و قبل وصولي الى الاردن استشرت كبار المختصين العالميين حول البتراء وأهميتها التاريخية وحول العديد من المواقع الزاخرة في الاردن، كما اني شاركت في المعرض الدولي الضخم المقام في متحف بازيل التراثي في سويسرا وكان عنوانه “البتراء أعجوبة في الصحراء”، وما زال قائماً الى اليوم.
وحول الجهات الرسمية التي قدمت له العون في هذه الرحلة، قال هنالك العديد من الجهات التي تبنت مساعدتي ومنها محلياً وزارة السياحة والآثار الاردنية ومكتب الاستكشاف الدائري للسياحة والسفر ومكتب عالية تورز، والمركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، والمتاحف الكبرى في أمانة عمان والبتراء ومادبا، فضلاً عن العديد من الاشخاص الطيبين الذين التقيتهم على الطرقات أو في أماكن التصوير، واشاد بالقيادة الاردنية الحكيمة التي مكنت الاردن من الصمود في وجه العواصف السياسية ، وقال لولا أجواء الامن والاستقرار التي يتمتع بها بلدكم العزيز ، لما تمكنت من العمل بسهولة ويسر، وكذلك وجه شكره للشعب الاردني وهو معجب دائماً بطيبته وضيافته.
وقال كاستيلاتي الذي أنتج الى اليوم أكثر من عشر أفلام وثائقية : ” ان هذا الفيلم الذي أُعده الان حول البتراء سوف يُعرض في شهر أكتوبر القادم في المهرجان الكبير “International Festival For ” Archaeological Filmsالذي ستقيمه منظمة اليونسكو في ايطاليا حول الأفلام الوثائقية المختصة بالآثار، وسيكون الأردن حاضراً في قلبي كما في فيلمي.
وعلى المستوى العالمي، تُلاقي أفلام كاستيلاني رواجاً كبيراً، ومنها ” على خطى السيد المسيح، على خطى مار بولس، على خطى ابراهيم، ومثل حبة الخردل ” وغيرها، ويقول بأنه يبحث مع المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام على انتاج فيلم حول الحضور المسيحي المشرق في الأردن، وهو حضور نموذجي متميز، نظراً للتاريخ الحافل والحضور الايجابي مشيداً بالعلاقات الطيبة التي تربط بين المسيحيين وأخوتهم في المواطنة المسلمين.
وقال بأنّه وقّع مع المركز الكاثوليكي اتفاقية صداقة وشراكة ، حيث سيتبنّى المركز الكاثوليكي ترجمة فيلم البتراء وغيره من أفلام كاستلاني الى اللغة العربية، أسوة باللغات الأجنبية لعرضها عبر قناة نورسات الفضائية وغيرها من القنوات التلفزيونية العربية، وختم قائلا : انني ابحث عن المشاهد العربي لأساعده على قراءة التاريخ والافتخار به أكثر ، وكذلك ليلمس مدى محبتي للشرق وسكانه الطيّبين.