زيارة البطريرك الراعي الى الارجنتين – السبت 13 نيسان 2013

وصل البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي الى الارجنتين في زيارة راعوية تشمل عدة بلدان في اميركا الجنوبية هي الارجنتين، البرازيل، الأورغواي، البرغواي، كوستاريكا، فنزويلا وكولومبيا وهي تقع ضمن ثلاث أبرشيات مارونية هي سيدة شهداء لبنان في المكسيك وسيدة لبنان في البرازيل ومار شربل في الأرجنتين. ويرافق غبطته النائب البطريركي العام المطران بولس صياح  ومدير مكتب الاعلام والبروتوكول في بكركي وليد غياض. تبدأ الزيارة بالاجتماع السنوي لمطارنة الانتشار والرؤساء العامين للرهبانيات المارونية، في القارتين الاميركية والاوروبية لمدة ثلاثة ايام وغايته تنسيق العمل الراعوي والرسالي والليتورجي في ابرشيات الانتشار، والتداول بشأن ارسال كهنة ورهبان الى بلدان في اميركا الجنوبية والوسطى حيث توجد الجاليات المارونية. ويتخلل الزيارة اضافة الى اللقاءات الراعوية والوطنية والمسكونية لقاءات رسمية مع رؤساء جمهوريات ومسؤولين سياسيين وحكام ولايات لعرض العلاقات الثنائية واوضاع اللبنانيين عمومًا والموارنة خصوصًا ودورهم في هذه البلدان، اضافة الى تمتين العلاقات بينهم وبين وطنهم الام لبنان. 

Share this Entry

في مطار بوينوس ايرس كان في استقبال غبطته وزير الصحة الارجنتيني اللبناني الاصل الدكتور خوان منصور، السفير البابوي المطران اميل بول تشريغ، سفير لبنان في الارجنتين انطونيو عنداري وأركان السفارة، 

راعي الأبرشية المطران شربل مرعي، المطران سلوان موسي مطران الروم الارثوذكس في الارجنتين، الرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية الاباتي بطرس ، رئيس عام جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة الاب ايلي ماضي، والمدبر الاب نعمةالله الهاشم ممثلا رئيس عام الرهبانية اللبنانية المارونية والمدبر العام الاب طوني فخري  وعدد من الكهنة والرهبان وحشد كبير من ابناء الجالية اللبنانية. من المطار توجه الجميع الى كنيسة مار مارون – بيونس ايرس حيث رفع غبطته صلاة الشكر ثم جال على المركز الراعوي للرسالة المارونية ومدرستها  التي يرأسها الاب فيليب الخازن من جمعية المرسلين اللبنانيين الموارنة.  

وكان الكردينال الراعي وقبيل مغادرته باريس بعد زيارة راعوية ورسمية، قد توّجه من السفارة اللبنانية في باريس، خلال حفل الاستقبال الذي اقامه سفير لبنان بطرس عساكر، بتحية شكر الى الرئيس الفرنسي السيد فرنسوا هولاند الذي “ابدى اهتماما كبيرا ودقيقًا بتفاصيل الوضع في لبنان والمنطقة”، وأضاف نيافته: ” لقد لمست قلقه ورغبته في المزيد من الاطلاع على الوضع ولديه رؤيته وموقفه الواضح حيال كل الامور كما شعرت بحرارة استقباله ومقاربته لقضايا لبنان”. وتوجه البطريرك الراعي بالتحية أيضاً الى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي اعرب عن اهتمامه الكبير وحرصه على حفظ  دور لبنان في المنطقة مبديًا قلقه حول تداعيات النزوح السوري الى لبنان على المستويات الاقتصادية والامنية والاجتماعية. وقد أشار الى اهتمام الدبلوماسية الفرنسية بترسيخ السلام في المنطقة. الى رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان توجه غبطته بالتحية من هذه الدار اللبنانية. واعرب عن الامل، وهي رغبة كل اللبنانيين، ان يصار في اسرع وقت ممكن الى تأليف حكومة جديدة والى وضع قانون انتخاب جديد بالتوافق بين الجميع وإجراء الانتخابات النيابية على اساسه. ما يتيه للسلطات الدستورية ان تنكب على الملف الاقتصادي والأمني وعلى شؤون النازحين السوريين. وشكر غبطته للسفير عساكر ولسفير لبنان لدى منظمة الاونسكو الدكتور خليل كرم ولمعونيهما ما بذلوه من اجل مواكبة زيارته الى باريس الى جانب راعي الأبرشية المطران مارون ناصر الجميل والكهنة والجالية اللبنانية. 

وجدد البطريرك الراعي التأكيد على دعوة لبنان التاريخية التي تناولها بفصل خاص في رسالته الراعوية الثانية “إيمان وشهادة”، وقال: ” نحن ندرك اليوم اكثر من اي وقت مضى ان للبنان رسالة للشرق الاوسط وانا أؤمن ايمانًا كبيراً ان الربيع العربي يمر عبر ربيع لبنان والربيع المسيحي، لان المسيحيين في الشرق طبعوا بلدانه بحضارتهم وبثقافتهم، ويؤسفنا ان يكون هذا التراث الكبير المسيحي – الاسلامي الذي بني في العالم العربي معرضًا اليوم للهدم. ولكن نحن نجدد إيماننا بتشبثنا بحضورنا المسيحي في الشرق وبعيشنا مع إخوتنا المسلمين الذين تكاملنا معهم في تكوين هويتنا المشتركة في لبنان وبلدان الشرق الاوسط وبنينا معًا حضارة غنية، هناك اليوم من يريد ان يمحوها وان يكسرها، وهذا ما يجعلنا نجدد إيماننا اكثر فأكثر بدعوة لبنان التاريخية ليكون هذا الوطن نموذجًا ومثالاً للعيش معًا في الشرق والغرب. 

ومساء زار غبطته رعية سيدة لبنان في ولاية سان مارتين التي تخدمها الرهبانية المريمية المارونية حيث اقيم له استقبال رسمي وشعبي وقد رفعت الاعلام البطريركية واللبنانية والارجنتينية وصور غبطته في كافة أنحاء مدينة فيلا لينش في ضواحي العاصمة. وهناك احتشد المئات من ابناء الجالية الللبنانية الذين رحبوا بالبطريرك رافعين اللافتات والصور مع اناشيد الترحيب بمواكبة فرقة موسيقية. وخلال حفل خطابي قبيل القداس اعلن رئيس البلدية غبريال كاتوبوديس  البطريرك الراعي مواطن شرف من الدرجة الاولى في سان مارتين وقدم له مفتاح المدينة. ثم ألقى كلمة ترحيب وصف فيها زيارة الكردينال الراعي بالتاريخية والتي حملت معها السلام وعبرت عن الصداقة الكبيرة التي تربط لبنان بالأرجنتين. ورد غبطته بكلمة شكر فيها رئيس المجلس البلدي وابناء المدينة على حفاوتهم ومحبتهم. 

وبعد ذلك أزيحت الستارة عن لوحة تذكارية تكريما لمؤسس رسالة الرهبان المريميين الاب عُمانوئيل  الأشقر. ثم ترأس نيافته قداسًا احتفاليًا عاونه في لفيف من الأساقفة والكهنة بحضور وزير الصحة خوان منصور والسفير انطونيو عنداري ومدير عام وزارة الأديان فون روش ورئيس مجلس الشورى في الولاية.

وفي عظته التي توقف فيها عند معاني الإنجيل المقدس شدد غبطته على دور الأساقفة والكهنة في إيصال المؤمنين الى المسيح القائم من الموت. وشكر للأرجنتين كل ما قدمته للبنان وللبنانيين والموارنة من دعم واهتمام وكانت حاضنة للمهاجرين اليها الذين ساهموا باذدهارها وبنموها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي. واعتبر غبطته ان الارجنتين تفخر اليوم بأنها اعطت للكنيسة والعالم بابا جديدًا يتحسس قضايا الفقراء والمهمشين ومشاكلهم وهو انتخب من بين شعبه حيث كان في أبرشيته مثالا للخدمة والتواضع والتجرد والتضحية.  وتحدث البطريرك الراعي عن اجتماع مطارنة الانتشار الذي سينعقد الاسبوع المقبل لدراسة اوضاع الخدمة الراعوية
في بلدان الانتشار سائلاً في ذكرى اندلاع الحرب اللبنانية الصلاة من اجل السلام الدائم والحقيقي في لبنان ومن اجل ان ينعم شعبه بالطمأنينة والازدهار وان يحافظوا على وحدتهم وتماسكهم مسيحيين ومسلمين كي يبقوا شهودا للحوار والعيش المشترك وليكونوا على مستوى دماء شهدائهم الذين سقطوا من اجل ان يبقى لبنان النموذج وان تبقى ارضه ارض سلام واشعاع حضاري. 

بعد القداس اقامت الرعية حفل استقبال على شرف غبطته بحضور حشد كبير من اللبنانيين ومن الأرجنتينيين. 

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير