زيارة البطريرك الراعي الى الارجنتين – بوينوس ايرس، الأحد ١٤ نيسان 2013

ترأس البطريرك الراعي قداسًا احتفاليًا في تمام الحادية عشرة من قبل ظهر الأحد في كاتدرائية مار مارون في العاصمة بمشاركة السفير البابوي وأساقفة المدينة للكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية والأوكرانية والسريانية وحشد من الكهنة من المرسلين اللبنانيين والرهبنة اللبنانية المارونية الاكليروس الابرشيين. بحضور عدد كبير من المؤمنين الذين توافدوا من مناطق قريبة وبعيدة للمشاركة.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ألقى البطريرك عظة خلال القداس تكلم فيها عن انجيل تلميذي عماوس مقارنا هذا الحدث بكل ذبيحة إلهية. وشدد على اهمية القداس في حياة الجماعة المؤمنة كي تكون متحدة بالمسيح. وحيا الشعب الارجنتيني الذي أعطى الكنيسة بابا مميزا احبه الجميع من مسيحيين وغير مسيحيين وقد لقب ببابا الفقراء على خلفية حبه لهم واهتمامه بقضاياهم وحاجاتهم، “وهذا ما عاشه وشهد له في حياته بينكم حين كان رئيسا لأساقفة هذه الابرشية بيونس ايرس. 

وخلال القداس شارك المحتلفون جميعًا في الصلوات والترانيم الروحية مع المؤمنين باللغات العربية والإسبانية والسريانية. وفي ختام القداس تم كشف الستار عن لوحة تذكارية لزيارة البطريرك الراعي لهذه الكاتدرائية التي كان قد دشّنها البطريرك صفير سنة ٢٠٠١. وشيدت بحجارة من صخور لبنان واصبحت فريدة من نوعها في كل القارة الاميركية من حيث هندستها المميزة بالعقد الحجري اللبناني. 

بعد القداس اقامت الرسالة اللبنانية حفل استقبال على. شرف غبطته وألقيت كلمات ترحيبية. فقال الاب العام ايلي ماضي متوجهًا الى غبطته: نستقبلكم بفرح كبير في هذه الرسالة اللبنانية العريقة التي تعود الى سنة ١٩٠١ وقد خدمها الكثير من الآباء المرسلين وسط صعوبات جمة. فكان المرسلون في مطلع القرن العشرين يرافقون المهاجرين اللبنانيين الى كل أصقاع الدنيا وخصوصًا الى الارجنتين والبرازيل وأميركا الشمالية وجنوب افريقيا. واعتبر الاب ماضي ان حضور البطريرك هو حافز للجميع كي يعملوا اكثر على اعادة تسجيل اللبنانيين المنتشرين وتثبيت ثم تكلم الاب فيليب الخازن رئيس الرسالة فاشار الى ان الخدمة الراعوية لم تعد تقتصر على الموارنة فقط انما باتت تشمل المؤمنين المشرقيين الذين يستقبلون اليوم البطريرك الراعي بقلب واحد وباعتزاز كبير. وهم يفخرون به كبطريرك مشرقي يعمل على نشر ثقافة السلام واسس الشركة والمحبة.

وفي كلمته جدد البطريرك الراعي دعوة المنتشرين الى تسجيل وقوعاتهم في السجلات اللبنانية لاستعادة الجنسية اللبنانية، وقال: ” هذا هو الكنز الأغلى الذي تحفظوه لاولادكم وان كتابة أسمائهم في سجلات الوطن لهو شرف لكم ولنا”، واعتبر غبطته ان محافظة اللبنانيين على تراثهم وهويتهم يغني المجتمعات التي يعيشون فيها. وثمن غبطته عمل المؤسسة المارونية للانتشار مشددًا على ان الدعوة لتسجيل الوقوعات موجهة الى كل اللبنانيين مسيحيين ومسلمين كي يحافظوا على النموذج اللبناني الذي هو ضمانة لعيش حوار الأديان والانفتاح بالمساواة، فلبنان يؤمن للعالم العربي الطريق الى العيش معًا بالتنوع والوحدة. وأضاف: حمل المسيحيون للعالم العربي منذ ألفي سنة حضارة وثقافة قامت على قيم كرامة الانسان والحريات، حقوق الانسان والعيش مع الآخر المختلف.  

ومساء زار الكردينال الراعي نادي الأرز اللبناني حيث استقبله حشد من ابناء الجالية اللبنانية ثم دخل الى كنيسة ام الله التي يخدمها آباء الرهبانية المارونية المريمية. وبعد الصلاة وزياح العذراء ألقى رئيس النادي غوستافو امبيراتريتشي كلمة ترحيب بغبطته وشكره على التفاتته الخاصة للمغتربين من اصل لبناني وجهوده المخلصة في احياء روابطهم بوطنهم الام لبنان. من 

جهته ألقى رئيس النادي السابق البيرتو عضم كلمة باللغة العربية، قال فيها متوجهًا الى غبطته: 

“نشكركم على زيارتكم وعلى تفكيركم بنا وقد تحمّلكم مشقات السفر وهذا البيت اللبناني الكبير هو بيتكم ونؤكد لكم ان الوطن الرسالة الذي ننتمي اليه سيبقى نورًا للعالم اجمع”.

وفي كلمته قال نيافته : ” لقد شعرنا فور دخولنا الى حديقة النادي التي تزينها اشجار الأرز اننا في لبنان وفرحنا جداً ان آباء الرهبانية المارونية المريمية يخدمون كنيسة ام الله. لا نستطيع الفصل بين الارز والعذراء،” ارتفعت كالارز في لبنان”، ولذلك العذراء ولبنان والارز لا ينفصلون عن بعضهم. كموارنة، يجمعنا نشيد مريم “يا ام يا حنونة” أينما ذهبنا لانها علامة وحدتنا، وعلينا ان نحافظ على روحانيتنا المريمية. الامثولة التي يعطينا إياها الأرز تذكرنا بصورة أجدادنا الذين أتوا لتحصيل معيشتهم وكانوا لا يملكون شيئا ثم اصبحوا في الطليعة في كل المجالات، وهذه ميزة كل اللبنانيين وقدرنا ان نرتفع ونشمخ شموخ الأرز. يقول جبران خليل جبران “ابناء لبنان يولدون في الأكواخ ويموتون في قصور العلم”. نحن نصلي من اجل لبنان كي يستمر بنهوض وصعود دائم. 

واضاف : بالامس، ١٣ نيسان كانت ذكرى بداية الحرب الأليمة في لبنان، تلك الحرب الطويلة التي قتلت وهجرت ودمرت ولكن في الوقت عينه كان لبنان يرتفع من جديد وفي قلب الدمار كان يولد في لبنان شربل ورفقا ونعمةالله واسطفان ويعقوب وغيرهم ليقول لنا الرب من خلالهم، هناك موت لكن هناك قيامة لا نخاف الصعوبات انما يجب ان نولد من جديد.  

وختم البطريرك الراعي: “لنصلي من اجل لبنان كي يستمر فعلاً علامة فارقة في الشرق، كما قال عنه الطوباوي يوحنا بولس الثاني : ” اذا واصل المسيحيون والمسلمون فعلاً طريقهم معًا وجددوا حياتهم وانطلقوا، يشرق نور لبنان ويستطع في الشرق الاوسط. 

الى ذلك يلتقي غبطته بعد ظهر الاثنين رئيسة الجمهورية الأرجنتينية كريستينا كيرشنر في القصر الجمهوري في العاصمة بيونس ايرس.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير