ان المركز الكاثوليكي وفيما يُطالب باطلاق سراح صاحبي السيادة المطرانين، وبعدما أدان مقتل الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي ، رحمه الله ، قبل أسابيع ، فانه يرجو أن تتوقف أعمال الخطف والقتل، بحق الرموز والأديان، لأن ذلك سوف يُضعف المعنويات ويجعل المجال مفتوحا على مصراعيه للفتن الطائفية والدينية.
لقد تعلمنا من التجربة العراقية المريرة أن المسيحيين الذين كانوا وما زالوا بناة حضارة ووئام في مجتمعاتهم العربية والشرقية، تهدّدهم خطر الهجرة وافراغ الأماكن المقدسة من سكانها الأصليين، وقد اثر ذلك على الحضور المسيحي العربي والمشرقي الفاعل، وهدّد الابقاء على التعددية الدينية التي كانت وستبقى باذن الله غنية ومغنية وترسم أبهى صور التعاون والبناء والتناغم والوئام بين أتباع الديانتين التوحيديتين: الاسلام والمسيحية، ولا يريد أحد عاقل ان تتكرر المجازر واعمال التهجير الطائفية والدينية في بلد عربي شقيق وعزيز هو سوريا.
لقد عُرِف عن صاحبي السيادة المطران ابراهيم والمطران اليازجي، سعة علومهما وإطلاعهما وغزارة انتاجهما الفكري والروحي والحواري، ويعتبران من كبار العقول المسيحية المعاصرة المفكرة، وبعودتهما سالمين غانمين الى كرسيهما الأسقفي ورعية كل منهما، فانهما سيرفعان من معنويات الشعب السوري الشقيق المحبط والمتألم والذي يتوق الى عودة الامن والاستقرار والمودة.
ان المركز الكاثوليكي ليكرّر ما قاله المطران يوحنا ابراهيم، أحد المطرانين المخطوفين، في ورقة العمل التي قدّمها في مؤتمر : “المسيحية العربية إلى أين” ؟ والذي دعا إليه المعهد الملكي للدراسات الدينية في الاردن ورعاه الامير الحسن بن طلال ، في اذار 2012، ، حين أكد على : “الحاجة إلى أصوات مسلمة ذات وزن كبير لبعث الأمل والرجاء في المنطقة؛ واشار إلى أن هاجس الهجرة هو من أهم هواجس المسيحيين في المنطقة، بل ومن هواجس المسلمين المعتدلين أيضاً.” وكذلك قال: “أن المسيحيين في الشرق يريدون أن يكونوا في سوية مع باقي المواطنين في الحقوق والواجبات؛ وعلينا ان نعمل على تعميق ثقافة المواطنة في المنطقة وإلا فسيكون هنالك غبن بحق المسيحيين”.
انّ المركز الكاثوليكي وفيما يدعو الى وقف العنف واستتباب الامن وعودة المطرانين المخطوفين ، وكل شخص مختطف ، سواء اكان على اساس طائفي أو ديني او موقف سياسي ، فانّه كمركز كاثوليكي يكرّر ما جاء على لسان قداسة البابا فرنسيس، في خطابه الرسمي يوم عيد الفصح المجيد في 30 آذار الماضي : “اصلي بشكل خاص من أجل السلام في سوريا الحبيبة، من أجل شعبها الجريح من الصراع ومن أجل اللاجئين الكثيرين، والذين ينتظروا مساعدة وتعزية. كم من الدم قد سُفك! وكم من الآلام يجب أن يتحملوها قبل أن يتمكنوا من إيجاد حل سياسي للازمة”؟
الأب رفعــت بدر
مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام
الاردن
0797551190
0797551186