احتفلت ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك بسيامة الأب طوني الفحل كاهناً جديداً على مذابحها، وبرسامة الشماس جان بول ابو نعوم شماساً انجيلياً وذلك خلال قداس احتفالي في كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة ترأسه راعي الأبرشية سيادة المطران عصام يوحنا درويش بحضور المطران اندره حداد ومشاركة لفيف من الكهنة والإكليروس الموقر.
وحضر القداس وزير الثقافة كابي ليون، رئيس الكتلة الشعبية النائب السابق الياس سكاف، النائب السابق سليم عون، مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود، رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو ابو كسم، وعدد كبير من الوجوه الزحلية الثقافية والإجتماعية والمخاتير والأهالي والمدعوين.
وبعد الإنجيل المقدس القى المطران درويش عظة هنأ فيها الكاهن والشماس الجديدين بمسؤولياتهما الجديدة، ومما قال ” يولد لنا اليوم كاهن جديد وشماس انجيلي جديد من تحت أقدام الصليب ومن رحم العشاء السري حيث نجد هناك سر الكهنوت وحيث نرتشف من ينبوع الحياة الجديدة.
أبرشيتنا تفرح بهاتين الدعوتين الجديدتين فالمسيح اختارهما ليكونا من خاصته ومن خدَمَةِ كنيسته. اختارهما ليكونا خداما لشعبه. وبرسامتهما اليوم يفوضهما المسيح ليعملا باسمه ومن أجل اسمه ويطلب منهما أن يعيشا حسب النعمة التي أعطيت لكل واحد منهما.
الكاهن أيها الأحبة، إنسان يختاره المسيح ويرسله ليكمل عمله على الأرض “كما أرسلني الآب أرسلكم” (يو20/21)، يختار المسيح الضعيف والبسيط ليكون قويا بنعمته ويعطيه “قلبا جديدا ويجعل في أحشائه روحا” (حزقيال36/26)، ويدعوه “ليرعى شعبه ويقوده إلى القداسة” (البابا يوحنا بولس الثاني). المسيح يدعوه ليكون رجله الخاص وهو يعرف ضعفه ونقائصه وخطاياه كما يعرف استعداده ومواهبه وارادته الطيبة: “قبل أن أصورك في البطن عرفتك وقبل أن تخرج من الرحم قدستك وجعلتك نبيا للأمم” (أرميا 1/5).
أجمل صفة للكاهن هي التي نناديه بها “أبونا” وأبوة الكاهن هي أجمل صفة يتمتع بها فهو أب روحي للجميع وهو خادم أبوة الله وخادم نعمة الروح القدس وهو كيوحنا المعمدان “لم يكن هو النور بل شاهدا للنور” (يو1/8).
إن أبوة الكاهن تشبه أبوة رب عائلة بشرية، لكنه يصبح برسامته أبا لعائلة أكبر، يمارس فيها سلطة المحبة والإصغاء والتوجيه والتعليم. ومثل كل أب عليه أن يكون واضحا في تعليمه صادقا في مسلكه، يرشد أولاده ويبين لهم السبل ليكونوا واحدا بالمسيح.
أبوة الكاهن تجعله ملتزما بقضايا الفقراء والمحتاجين والضعفاء ومتعاطفا معهم. للأسف هناك شكاوى كثيرة من الناس بهذا الخصوص فبعض الكهنة يسعون أكثر من غيرهم وراء المال ويُتهمون بأنهم يصادقون الميسورين والأغنياء. بهذا يصيرون شكا للناس ومعثرة لكثيرين.
أبوة الكاهن تلزمه بأن يترجم بمواقف عملية خدمة الإنسان الفقير وتحريره من حالته ومساعدته بشتى الوسائل ليعيش كرامة انسانيته، كما يقول القديس غريغوريوس النزينزي: “يا من أنتم خدام المسيح وإخوته والوارثون معه، أغيثوا المسيح، أطعموا المسيح، أكسوا المسيح واستقبلوا المسيح..”. لكن هذا يتطلب من الكاهن أن يتحرر من طغيان المادة وأن يختار ما يليق بدعوته. الأب أنطوان شفرييه وضع قواعد ثمينة للكاهن ليعيش الفقر: “نتخلى عن خيرات الأرض، نكتفي بالضروري، نعطي كل من يطلب، لا نتدخل في الأمور الزمنية، لا نطلب شيئا من أحد، لا نهتم بالمستقبل ونتكل على الله وحده”.
إن الكاهن برسامته ينتمي إلى كنيسة الفقراء، لأنه بدونهم وبدون أن يكون فقيرا لا يستطيع الاحتفال بليترجيا الله ولا بكسر الخبز.”
وختم درويش كلمته قائلاً ” في هذا القداس الإلهي أريد أن نتحد معا بالصلاة وشكر الله على نعمة الكهنوت التي ستمنح لأخينا طوني الفحل ونعمة الشموسية لأخينا جان بول أبونعوم. ونبارك لهما هذه الخطوة المقدسة ونهنئهما ونهنئ أهلهما وعائلة الأب طوني ونسأل العذراء مريم أن ترافقهما وتحفظانهما من كل خطر وشدة وأن تقودهما باستمرار إلى المسيح وتنمي فيهما توقا إلى القداسة، بنعمة الله الآب والابن والروح القدس.”
وفي نهاية القداس القى الأب طوني الفحل كلمة شكر فيها كل الذين تعبوا وسهروا ورافقوا مسيرته لكي يصل الى رتبة الكهنوت، وخص بالشكر المطران اندره حداد، والمطران عصام يوحنا درويش واهله.
وبعد القداس انتقل الجميع الى صالون المطرانية حيث تقبل الكاهن والشماس الجديدين التهاني من الحضور.