جرت مداخلة لرئيس الأساقفة سيلفانو تومازي، الذي هو المراقب الدائم للكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة، في الاجتماع الإقتصادي الاجتماعي الذي عقد في تموز الجاري، في مركز الأمم المتحدة في جنيف.
بدأ رئيس الأساقفة حديثه بتحديد أن المجتمع الدولي يبحث عن وسائل جديدة للتقدّم في مختلف المجالات، وبأنه خلال هذا اللقاء تم اختيار وسائل عديدة كالعلوم، التكنولوجيا، التجدد والثقافة لتعزيز تنمية مستدامة. ولا يمكن التناسي بأن كل هذه الوسائل مع مرور الزمن دفعت بالمجتمعات للتقدم والازدهار عبر إيجاد حلول وعلاجات للأمراض… ولكن التقدم العلمي والاقتصادي لا يكفوا إذا لم تكن اهتماماتهم الأولية الإنسان وحياته وكرامته.
ثم انتقل ليشرح أهمية العلوم والتكنولوجيا في جميع العصور، وبالتالي كيف أنها أداة للتعرف على الانسان وللتقدم، ولكن لا يجب ان تتخطى حدود الأخلاقية، ولا يجوز ان تتناسى مسؤولياتها رغم أنها تسعى لتحسن مستوى معيشة الإنسان. والثقافة تنور الإنسان وتخرجه من جهله، وهذا أمر أكيد منذ آلاف السنين، ولكن هناك قوانين تنظم جميع الأمور لا يجب أن نتخطاها، حتى تصبح الثقافة والعلوم والإقتصاد في خدمة المرء وليس ضده.
ذكّر رئيس الأساقفة بأن الثقافة مهمّة جدّاً، وبأن التكنولوجيا وأهمها شبكة انترنت تقدّم معلومات ووثائق مجانية، ولكن هذا لا يعني بأنها الأصح والوسيلة الوحيدة. ولكن نشر الثقافة والمعلومات عبر التكنولوجيا يساعد على عيش محترم للإنسان إذا انه بإمكانه عيش حريته في الكلام والتفكير…
ولذلك يجب أن تكون العلاقة بين الثقافة والتقدّم بشكل جدليّ وليس قطعيّ. إذ ان التغيرات الثقافية تأثر وتسبب التغيرات الإجتماعية والإقتصادية. إذاً الثقافة هي مصدر استراتيجيّ للتقدم الإنساني الفعّال، الذي يجب أن يشمل تقدم في كرامة الإنسان، الحريّة الفردية، الإجتماعية والسياسية، أي حقوق الإنسان الفعلية.
ثم أشار إلى تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول “العلوم، التكنولوجيا والتجديد” قائلاً بأنه يؤكد على أهمية هذه الأمور في التقدم والتطور الإقتصادي. ومع كل الأمور والشروحات، ولكن لا يمكننا اعتبار بأن العلوم والتكنولوجيا تؤديا إلى تجديد وتقدم اجتماعي-اقتصادي إيجابي، بل تتغير حسب استعمالنا لها.
اختتم رئيس الأساقفة سيلفانو تومازي مداخلته قائلاً: “فخامة الرئيس، لدينا خلاصتين. الأولى، هي الحاجة إلى استعمال أخلاقي ومسؤول للتكنولوجيا. والثاني، باستعمال علوم التكنولوجيا والتجديد هناك حاجة ضرورية للتضامن مع البلدان الأكثر فقراً”.
واعتبر بأن جميع هذه العوامل مهمة جدا للتقدم والازدهار، ولكنه أصرّ ان يجب الانتباه إذ “ان التقدم أمر مستحيل دون رجال ونساء مستقيمين، دون ممولين وسياسيين ذات ضمير يرتكز على المصلحة العامة”.