تحدّث المونسينيور فرانشيسكو فولّو، المراقب الدائم للكرسي الرسولي لدى الأونيسكو في باريس، عن الحريّة، معتبراً أنه للوصول إلى الحرية باب واحد ولكن ثلاثة مفاتيح: الإيمان الرجاء والمحبّة. ان هذه المفاتيح ملك شخصين: الإنسان والله، اللذين يجب أن يعملا معاً. الله واقف على باب قلب الإنسان، يقرع بانتظار أن يفتح له، ولكن الإنسان حرّ في قراره.
أكّد المونسينيور بأن الله يقدّم لنا الحرية مقدماً لنا خيار الإيمان وباعثاً لنا من يبشرنا بالحقيقة وبحبه: الإنجيل. والإنسان يفتح الباب لاستقبال هذا الخيار. أي عبر:
الإيمان: الطاعة، أي بفتح الباب لله وبالإجابة “ها أنا ذا”، كما فعل ابراهيم، موسى، صموئيل، اسحق والعذراء مريم.
الرجاء: أي أن نثق كليّاً بوعد الله كما فعل ابراهيم متحدياً كل شيء وكل شخص وبالتالي أصبح أب شعوب كثيرة، كما وعده الله.
المحبّة: أخذ الله عبرة كما قال يسوع: “كما الله أحبني، هكذا أنا أحبكم. ستبقون في قلبي” (يوحنا 15,12).
الأكيد من كل ذلك بأن المحبة، التي تترافق مع الإيمان والرجاء، يتشكل المفتاح للحرية، هي ممنوحة لنا من قبل الله. إذاً يجب أن نطلبها من الله كهبة. ولا يجب أن ننسى بأن تولد من الإيمان وبالشهادة بحب الله لنا، التي توّلد بدورها الرجاء.
واعبر المونسينيور بأنه بالأخص بفضل المنشورات البابوية “لومين فيدي” (ضوء الإيمان)، حول المحبة والرجاء، في زمن حبرية بندكتس السادس عشر، تمكنا من التعمق بهذهن المفتاحين: المحبة والرجاء. ولكن اليوم البابا فرنسيس أخذ ما علمنا أياه بندكتس السادس عشر ليضيف عليه بعمق واقتناع، المفتاح الثالث الذي هو: “الإيمان”.
واختتم المونسينيور قائلاً بان الإيمان هو ضوء حياتنا اليومية، لأن الإيمان بالله يغيّر حياتنا من جميع النواحي وعلى جميع الصعد: أحاسيسنا، قلبنا، ذكائنا، إرادتنا، جسدنا، مشاعرنا وعلاقاتنا الإنسانية.