* * *
ما أعجبها من ليلة
وأنا راكع أمام فقير المغارة . ملكتْ على أفكاري إيحاءاتٍ كيف سنكّمل صلاة الليل ، هل ستمرّ المناسبة بهدوء وسكينة ، هل سيكون للأرهاب مجال لبلبلةِ الحدث .و ماهي إلا لحظات حتى أمتلأت مخيلتي وأستولى على أفكاري من يقول أنا هو لا تخف ، وأدركت أن نعمة الرب قد ملكت على مسيرة حياتي ، فكانت ليلة الصلاة والشهادة ، دفعتني هذه الليلة بل جسدّت فيّ روح الايمان في أن اكون لها ولميلادها رغم مسيرة الزمن القاسي فدعوتي ومسيحيتي جعلتني أن لا أخاف سهام الدنيا وصوت التفجيرات ، بل كان لقاء حول الفقير النائم في مذود المغارة . ولم أكن احلم أن قداس الذي اقمته في الثامنة ليلا وحتى الحادية عشرة منها قد دعا المؤمنين ليملأوا مقاعد الصلاة ويكونوا حول مائدة الحياة وقد غصت الكنيسة بهم وما أجملها بل وما أعجبها ، انها أعجوبة الليل المنير وزادت اعجوبتنا ونحن ننشد سوية صلاة الأبانا وجسدناها في أنفسنا حيث الفرح ملأ أنفسنا جميعا ، إذ حملنا التهاني وفرح المغارة الى السالكين في ظلام الحياة |.. نعم الرب يعمل في النفوس .. وكم ناديت في داخلي وأدركت ان المسيح ليس ملكاً للمسيحيين انه لجميع الناس وهذا ما دعا الكثيرين الاخوة من الاسلام ان يشاركوا في الصلاة وفي زرع بذرة الفرح والشهادة للحياة في المحبة والحوار .. فما فقير المذود إلا رحمة وحنان .. فعدتُ الى نفسي وقلت يا رب زدني إيمانا فما انا إلا شاهد وشهيد وما فقير المذود الا بشرى السماء فكان اللقاء وكانت السماء .