“المسيحي يعرف أن يميّز بقلبه بين ما يأتي من عند الله وما يأتي من عند الأنبياء الكذابين” هذا ما أعلن عنه البابا فرنسيس في عظته الصباحية اليوم من دار القديسة مارتا والأولى بعد عطلة الأعياد. وأكّد البابا أنّ مسيرة المسيح هي مسيرة الخدمة والتواضع وكل المسيحيين هم مدعوين أن يسيروا فيها.
ركّز البابا فرنسيس في بداية عظته على القراءة الأولى لرسالة يوحنا الأولى (3: 22-24؛ 4: 1-6) الذي يدعو إلى اختبار الأرواح لنرى هل هي من عند الله لأنّ الكثير من الأنبياء الكذّابين انتشروا في العالم. “من الضروري أن نعرف كيفية تمييز الأرواح وأن نرى إن كان هذا الشيء يجعلنا نثبت في الله أم يبعدنا عنه وقلبنا دائمًا يرغب ويريد ويفكّر. ولكن أنا دائمًا أتساءل: “هل هذا الشيء هو من عند الله أو سيبعدني من الله؟ ومن هنا يدعونا يوحنا الرسول أن نختبر ما نفكّر ونرغب فيه”.
وتابع البابا “إن كان هذا الشيء يتماشى مع مسيرة الله فهذا يعني أنّ كل شيء يسير على ما يرام وإنما إن كان عكس ذلك فعندئذٍ علينا اختبار الأرواح لمعرفة ما إذا كانت من عند الله أم لا إذ كثُر الأنبياء الكذابين في العالم والنبوءات والاقتراحات. أريد أن أفعل ذلك. ولكن هذا لن يقودك إلى الله بل سيأخذك بعيدًا منه وهذا يتطلّب الوعي. إنّ المسيحي هو رجل أو امرأة يعرف كيف يراقب قلبه. وغالبًا ما يبدو قلبنا مع كل ما يدور حوله من أمور في العالم كالسوق المحلية: يمكنك أن تجد هذا ويمكنك أن تحاول ذاك. ولكن لا! أثبتوا في الرب!”
وسأل البابا: “ما هو المعيار يا ترى لمعرفة ما هو من عند الله وما هو ليس منه؟ إنّ القديس يوحنا يطرح لنا فكرة “بسيطة” قائلاً: “كل روح يعترف بيسوع المسيح الذي جاء في الجسد كان من الله؛ وكل روح لا يعترف بيسوع لم يكن من الله ذاك هو روح المسيح الدجّال الذي سمعتم أنه آتٍ. وهو اليوم في العالم”. ولكن ماذا يعني ذلك؟ “الاعتراف” بيسوع بأنه هو الله الذي جاء في الجسد أي الذي تواضع، “تواضع” حتى “صليب الموت”.
“هذا هو طريق يسوع المسيح: “التواضع” وكم حاول الشيطان أن يجرّبه في البرية ليبعده عن هذا الطريق “طريق المحبة والتواضع” وللتجارب الثلاث قال يسوع للشيطان: “كلا، هذه ليست طريقتي”. ثم دعا البابا الجميع للتفكير بكل ما يحصل في قلبنا بكل ما نفكّر ونشعر فيه: “كم من المرّات يكون قلبنا طريقًا… إختبروا أنفسكم. هل أختار دائمًا الأشياء التي تأتي من عند الله؟ هل أعلم ما هي الأشياء التي تأتي من عند الله؟ هل أعلم ما هو المعيار الحقيقي لأحكم على أفكاري ورغباتي؟ فكّروا في كل ذلك ولا تنسوا أنّ المعيار هو تجسّد الكلمة. الكلمة التي جاءت في الجسد: إنها يسوع المسيح! يسوع المسيح الذي أصبح إنسانًا وتواضع ليحبنا ويخدمنا. ويوحنا الرسول يدعونا لنعرف ما يحصل في قلوبنا فنتحلى بالحكمة لتمييز ما هو من عند الله وما هو ليس من عنده”.