ناشد الأساقفة الموارنة جميعَ القوى السياسية للقيامَ بتجديد فعل إيمانهم بلبنان، كياناً وصيغة، “وإلاّ كانوا أشبه بآلهة الأساطير اليونانية، الذين حكموا على برومِتايوس بأن تأكل الغربانُ كَبِدَه وهو حيّ، لأنه تجرّأ على اكتشاف شعلةِ الحياة”.
جاءت كلماتهم في البيان الصادر عن اجتماعهم الشهري اليوم في الكرسي البطريركي في بكركي برئاسة صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة البطريرك الكردينال مار نصر الله بطرس صفير.
وأضاف البيان شارحًا التشبيه المجازي: “إن لبنان هو بلدٌ من هذا الشرق، وقد اهتدى إلى شعلة الحياة في المنطقة، إذ أوجده أبناؤه كيانًا سياسيًا للدولة، بُني على نور الحرية، والديمقراطية، والعيشِ معًا على أساس المساواة. فلا بدّ من أن يحافظ الجميع عليه لما له من دور ورسالة في محيطه ووسط الأسرة الدَولية”.
واستنكر الأساقفة ظاهرة نشر الرعب عبر السيارات المفخخة، والإنفلات الأمني المتنقل، والتعدّيات المختلفة، وهي ظاهرات تدعو جميع اللبنانيين والمسؤولين السياسيين والدينيين بشكل خاص إلى الالتزام بمسؤولياتهم والعمل للحفاظ على “النسيج اللبناني وأمن البلاد، وعدم السماح بتحويل لبنان أرضًا مستباحة، قد تنال من تاريخه الطويل الذي بُنيَ على حضارة العيش معًا، وكلّف اللبنانيين التضحيات الجسام، حتى حقّقوا لهم بلدًا يعيشون فيه بحرية وكرامة، بالتكافل والتضامن”.
واعتبر المطارنة أن الحل لا يمكن أن يتناسى الفراغ السياسي في لبنان إذ تعيش البلاد منذُ حوالي تسعةِ أشهر في ظلّ حكومة مستقيلة، مكلّفةً تصريف الأعمال، وتمنعها التجاذبات عن الإهتمام بمصالح المواطنين الأساسية.
في هذا الإطار ناشد الآباءُ القادة السياسيين وجميعَ النواب تحمّلَ مسؤولياتهم، والإسراعَ في تشكيل حكومة تكون على مستوى التحدّيات الراهنة، والإعدادَ الجدّي لانتخاب رئيس جديد في موعده الدستوري، يُعيد الحيوية للبلاد وللمؤسسات الدستورية، لافتين إلى أن هذه المرحلة تتطلب أعلى مستويات اليقظة والتجرّد والحوار والحسّ الوطني.
كما وتحدث المطارنة في بيانهم عن أسبوع الصلاة من أجل الوحدة بين الكنائس داعين جميع أبنائهم إلى “المشاركة بكثافة في هذه الصلاة سائلين الله تحقيق الوحدة بين المسيحيين وبين جميع اللبنانيين”.