بيان اجتماع الاساقفة الموارنة – بكركي، الاربعاء 8 كانون الثاني 2014

  في الثامن من كانون الثاني سنة 2014 عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في الكرسي البطريركي في بكركي برئاسة صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي ومشاركة البطريرك الكردينال مار نصر الله بطرس صفير، والرؤساء العامين للرهبانيات المارونية، وقد حضر جانبًا منه سيادة السفير البابوي والأسقف المشرف على مرشدية الجيش في إيطاليا، بمناسبة زيارته للكتيبة الإيطالية المشارِكة في القوّات الدولية بجنوب لبنان. ثمّن الآباء دور هذه القوات الدولية، وأعربوا عن امتنانهم وشكرهم لإيطاليا وسائر الدول المشاركة. ثمّ تناولوا شؤونًا كنسية ووطنية. وفي ختام الاجتماع أصدروا البيان التالي:

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

   1. في مطلع هذه السنة الجديدة، يشكر الآباءُ الله على ما أغدق عليهم وعلى الكنيسة والعالم، من نِعم خلال السنة المنصرمة، بالرغم من كلّ الصعوبات التي عانوا منها. ومن واجبهم، في هذه المناسبة، الدعوةُ لوعي الخطر الذي يحدق بلبنان، بسبب الإنكشاف الظاهر في تعثّر الوصول إلى حلول للأزمات السياسية والاقتصاديّة والأمنية، ما يستدعي في كلّ حال العمل الدؤوب على حماية الميثاقية اللبنانية. فالميثاق الوطني هو قاعدة وجود لبنان الكيان والدولة، وهو الحاضن للجميع على أساس التنوّع في الوحدة والتشارك المتوازن في السلطة، والضامنُ لخير الوطن والمواطنين.

   2 . يناشد الآباءُ جميعَ القوى السياسية القيامَ بتجديد فعل إيمانهم بلبنان، كياناً وصيغة، وإلاّ كانوا أشبه بآلهة الأساطير اليونانية، الذين حكموا على برومِتايوس بأن تأكل الغربانُ كَبِدَه وهو حيّ، لأنه تجرّأ على اكتشاف شعلةِ الحياة. إن لبنان هو بلدٌ من هذا الشرق، وقد اهتدى إلى شعلة الحياة في المنطقة، إذ أوجده أبناؤه كيانًا سياسيًا للدولة، بُني على نور الحرية، والديمقراطية، والعيشِ معًا على أساس المساواة. فلا بدّ من أن يحافظ الجميع عليه لما له من دور ورسالة في محيطه ووسط الأسرة الدَولية.

   3. إن نشر الرعب عبر السيارات المفخخة، والإنفلات الأمني المتنقل، والتعدّيات المختلفة، وربط  ذلك  بتفاسير سياسيّة أو مذهبية، يضع على كاهل الجميع مسؤولية الحفاظ على النسيج اللبناني وأمن البلاد، وعدم السماح بتحويل لبنان أرضًا مستباحة، قد تنال من تاريخه الطويل الذي بُنيَ على حضارة العيش معًا، وكلّف اللبنانيين التضحيات الجسام، حتى حقّقوا لهم بلدًا يعيشون فيه بحرية وكرامة،  بالتكافل والتضامن.

   4. يعيش لبنان منذُ حوالي تسعةِ أشهر في ظلّ حكومة مستقيلة، مكلّفةً تصريف الأعمال، وتمنعها التجاذبات عن الإهتمام بمصالح المواطنين الأساسية. ولم يتمكن الرئيس المكلّف، مع الأسف الشديد، من تشكيل حكومة جديدة طوال هذه المدة. ولبنان مقبل على استحقاق دستوري هو انتخاب رئيس جديد للجمهورية. فيناشد الآباءُ القادة السياسيين وجميعَ النواب تحمّلَ مسؤولياتهم، والإسراعَ في تشكيل حكومة تكون على مستوى التحدّيات الراهنة، والإعدادَ الجدّي لانتخاب رئيس جديد في موعده الدستوري، يُعيد الحيوية للبلاد وللمؤسسات الدستورية. إن هذه المرحلة تتطلب أعلى مستويات اليقظة والتجرّد والحوار والحسّ الوطني.

  5. إطّلع الآباء بكثير من الاهتمام والتقدير، على سلسلة المصادر الليتورجية المارونية المعروفة، باللفظة السريانية، “بِيت غازو“، وهو مخطوط يرقى إلى العام 1263. وقد ظهرت السلسلة في ثماني وعشرين مجلّدًا بالعربية والسريانية. قدّم للمخطوط وترجمه الأباتي يوحنّا تابت، ونشره معهد الليتورجيّا في جامعة الروح القدس، الكسليك. إنّنا نجد فيه كنز هُويتنا المارونية، اللاهوتيّة والليتورجيّة والكتابيّة والآبائيّة والموسيقيّة.

   6. في مناسبة اليوم العالمي للسلام يركّز قداسة البابا فرنسيس في رسالته على أن الأخوّة بين الناس هي أساسُ كلّ سلام وطريقه، وأن جذور هذه الأخوّة تكمن في أبوة الله، الذي خلق البشر إخوة، وهو أب لهم أجمعين. وما النزاعات والحروب والاعتداءات على الانسان والشعوب سوى جرح بليغ يصيب الأخوّة. إنّ الآباء يضمّون صوتهم إلى صوت قداسته حيث يقول: “أوجه نداء قويًا إلى الذين يزرعون العنف والموت بواسطة السلاح: اكتشفوا مجدّدًا في من تعتبرونه اليوم عدوًا يجب قتله أخًا لكم وامنعوا يدكم عن القتل! تخلّوا عن السلاح، واقتربوا من الشخص الآخر بواسطة الحوار والغفران والمصالحة، لإعادة بناء العدالة والثقة والأمل من حولكم!” (عدد7).

   7. في مناسبة أسبوع الصلاة من أجل الوحدة بين الكنائس يدعو الآباء جميع أبنائهم إلى المشاركة بكثافة في هذه الصلاة سائلين الله تحقيق الوحدة بين المسيحيين وبين جميع اللبنانيين. وهم يوكِلون إلى أمّنا مريم العذراء، سيدة لبنان وسلطانة السلام، أمرَ حياتهم ووطنهم وهذا المشرق، الذي منه أنتشرَ نورُ إنجيلِ الأخوّةِ والسلام.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير