في مقابلته العامة مع المؤمنين البابا فرنسيس يتحدث عن سرّ المعمودية

أجرى قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، واستهل تعليمه الأسبوعي بالقول: نبدأ اليوم سلسلة تعاليم جديدة حول الأسرار وفي التعليم الأول سنتوقف عند سرّ المعموديّة.

Share this Entry

قال البابا فرنسيس: المعودية هو السرّ الذي يقوم عليه إيماننا والذي يطعّمنا كأعضاء حية في المسيح وكنيسته، ويشكل مع سريّ الافخارستيا والتثبيت ما يُعرف بأسرار التنشئة المسيحية والتي تشكل معًا حدثًا أسراريًّا كبيرًا يجعلنا نتمثل بالرب ويجعل منا علامة حيّة لحضوره ومحبّته. ولكن قد يراودنا السؤال: هل المعمودية ضروريّة للعيش كمسيحيين ولإتّباع يسوع؟ أليست المعمودية مجرّد طقس بسيط ورسمي في الكنيسة؟ يكتب القديس بولس الرسول في هذا الصدد: “أَوَتَجهَلونَ أَنَّنا، وقَدِ اَعتَمَدْنا جَميعًا في يسوعَ المسيح، إِنَّما اعتَمَدْنا في مَوتِه فدُفِنَّا مَعَه في مَوتِه بِالمَعمُودِيَّةِ لِنَحْيا نَحنُ أَيضًا حَياةً جَديدة كما أُقيمَ المَسيحُ مِن بَينِ الأَمواتِ بِمَجْدِ الآب؟” (روما 6، 3- 4). إذًا فالمعمودية ليست مجرّد تدبير رسمي! إنه فعلٌ يطال عمق كياننا، ففي المعموديّة نغوص في ينبوع الحياة الذي لا ينضب: في موت يسوع أكبر فعل حب في التاريخ، وبفضل هذا الحب يمكننا أن نحيا حياة جديدة خارج قبضة الشر والخطيئة والموت وفي الشركة مع الله والإخوة.

أضاف البابا فرنسيس يقول: كثيرون هم الذين لا يتذكرون شيئًا من الاحتفال بهذا السرّ، لكنه أمر طبيعي لاسيما إذا كانوا قد نالوا سرّ المعموديّة بعد فترة قصيرة من ولادتهم. لكن من الأهمية بمكان أن نعرف تاريخ اليوم الذي دخلنا فيه في تياّر خلاص يسوع، لأننا إن لم نكن نعرفه فهناك خطر أن نفقد ذكرى ما فعله الرب بنا، وذكرى النعمة التي نلناها. فنعتبر معموديتنا عندها مجرد حدث من الماضي – حدث خارج عن إرادتنا لأنه قرار والدينا – وليس له أي تأثير على حاضرنا. علينا أن نوقظ ذكرى معموديتنا فينا! نحن مدعوون لعيش معموديتنا يومًا بعد يوم، كحقيقة آنية في تاريخنا. فإن تمكنا من إتباع يسوع والثبات في الكنيسة بالرغم من محدوديتنا وهشاشتنا، فذلك بفضل ذلك السرّ الذي به أصبحنا خلائق جديدة ولبسنا فيه المسيح. في الواقع، وبقوة المعمودية نتحرر من الخطيئة الأصليّة ونُطعَّمُ في العلاقة مع يسوع ومع الله الآب ونصبح حملةً لرجاء جديد لا يمكن لأحد أو لأي شيء أن يطفئه، كما ونصبح قادرين على مسامحة ومحبة من يُسيء إلينا ويؤذينا، ونتمكن من رؤية وجه الرب الذي يزورنا ويقترب منا في الفقراء والمنبوذين. هذا ما يفعله سرّ المعموديّة يساعدنا على رؤية وجه يسوع في وجوه المحتاجين والمتألمين، وفي وجه كلّ قريب!

تابع الحبر الأعظم يقول: سأسألكم الآن هل يمكن للإنسان أن يعمّد نفسه؟ لا! لا يمكن لأحد أن يُعمِّد نفسه. يمكننا أن نطلب المعمودية ونرغب بها لكننا بحاجة دائمًا لمن يمنحنا هذا السرّ باسم الرب، لأن المعمودية هي عطيّة تُمنح في إطار من الطلب والمشاركة الأخويّة. نجد في الاحتفال بسرّ المعمودية الأسس الحقيقية للكنيسة، التي وكأمٍّ تتابع ولادة أبناء جدد في المسيح بخصوبة الروح القدس. وختم البابا فرنسيس تعليمه الأسبوعي بالقول: لنطلب من الرب أن يجعلنا نختبر أكثر فأكثر وفي حياة كل يوم هذه النعمة التي نلناها في العماد. وليكن لقاؤنا بإخوتنا لقاء لأبناء الله الحقيقيين ولإخوة وأخوات حقيقيين ليسوع المسيح ولأعضاء حقيقيين في الكنيسة.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير