“دائمًا ما تكون المحبة المسيحية ملموسة وحقيقية وهي تتجسّد بالأفعال أكثر من الأقوال” هذا ما عبّر عنه البابا فرنسيس اليوم في عظته الصباحية في القداس الإلهي الذي ترأّسه من دار القديسة مارتا.
“إنّ المحبة هي التجرّد من الذات والتطلّع نحو الفقراء، إنها تفضّل العطاء أكثر من الأخذ وإلاّ إن لم نفعل ذلك فلا علاقة لنا بالمحبة المسيحية” لقد كان البابا فرنسيس واضحًا حول مسألة المحبة مستوحيًا من القراءة الأولى من رسالة القديس يوحنا الأولى (4: 11-18) وفيها يشدد يوحنا الرسول: “فإذا أحبّ بعضنا بعضًا، أقام الله فينا، وكانت محبّته مكتملة فينا”.
وأشار البابا فرنسيس “نحن في الله والله فينا: وهذه هي الحياة المسيحية. علينا ألاّ نثبت في روح العالم، ألاّ نثبت في روح السطحية والوثنية والكبرياء. لا، لا، بل علينا أن نثبت في الله. وهو يبادلنا ذلك: هو يثبت فينا. وهو منذ البدء ثبت فينا”. وعبّر البابا عن الروح الذي يحرّك هذه المحبة المسيحية وأكّد على أن “نثبت في محبة الله” وعلينا أن نشعر بذلك.
وأضاف: “أنظروا إلى المحبة التي يتحدث عنها يوحنا إنها ليست المحبة التي نشاهدها في المسلسلات التلفزيونية! بل هي شيء آخر. تكون المحبة المسيحية دائمًا نوعية وملموسة. المحبة المسيحية هي ملموسة ويسوع نفسه عندما يتحدث عن المحبة، يتحدث عن شيء ملموس: أطعم الجياع، زار المرضى وقام بالعديد من الأشياء الملموسة. المحبة هي ملموسة. وعندما لا تكون المحبة واضحة وملموسة، تصبح المسيحية كتلة من الأوهام فلا يُفهم مغزى رسالة يسوع”.
وانتقل إلى إنجيل القديس مرقس (6: 45-52) عندما ظنّ التلاميذ أنّ يسوع الذي يمشي على البحر هو خيال وهذه الدهشة التي عبّر عنها التلاميذ عندما رأوه كانت نتيجة صلابة قلوبهم إذ وبحسب ما ذكر الإنجيل كانت قد حصلت معجزة الأرغفة قبل فترة وجيزة من ركوبهم السفينة. ويؤكّد البابا فرنسيس “إن كنت تملك قلبًا صلبًا فلا يمكنك أن تحب وستظنّ أنّ المحبة هي شيء خيالي. لا بل المحبة هي واقعية”. وأضاف: “المعيار الأول: أن تحب بالأعمال وليس بالكلام. فالكلام يطير مع الرياح! اليوم تكون وغدًا لا تكون! المعيار الثاني لواقعية المحبة هي في المحبة بذاتها وتتبين في العطاء أكثر من الأخذ. أعطِ الأشياء، أعطِ الحياة، أعطِ نفسك لله وللآخرين. على عكس من لا يحب، فهو أناني يحب دائمًا أن يأخذ ويريد كل الأشياء له. أثبتوا بقلب منفتح وليس كما فعل التلاميذ الذين أعموا قلوبهم ولم يفهموا ما جرى: لنثبت في الله والله يثبت فينا: لنثبت في المحبة!”