لا يدور الأمر حول مدة الزيارة، بل حول الزيارة بالتحديد، حول تأثيرها ونتائجها على الأراضي المقدسة والشرق الأوسط. يعتمد صدى رحلته عليه، ولنقل أنه من الجيد أن يصلي شخص لثلاثة أيام من أجل المنطقة! من جهتنا سنبذل ما بوسعنا للقائه في هذا الشرق الأوسط المنكوب، لكي تترك زيارته أفضل طابع في نفوس الشعب والقادة. نأمل أن تكون هذه فرصة للنسى ولو للحظة واحدة وضعنا القاسي ولنصغي إلى رسالته رسالة الحوار والسلام.
تحدث البابا عن زيارة حج للصلاة…ولكن لزيارته أيضًا بعدًا سياسيًّا…
بالطبع لهذه الزيارة بعد سياسي لأن هذا البعد هو الأكسجين الذي نتنفسه. نحن نتنفس السياسة في كل حركة، في كل لقاء، في كل مناسبة، في السياق الذي نعيشه، أي الأزمة في المنطقة بشكل خاص في سوريا والاحتلال الاسرائيلي. سيحاول الجميع الاستفادة لأقصى الحدود من هذه الزيارة بما في ذلك لخدمة دعايتهم: الأردن، وفلسطين، واسرائيل…هذا أمر طبيعي…حتى أنا كقائد في الكنيسة الكاثوليكية سأحاول أن أعطي فضل صورة ممكنة لأن عيون العالم أجمع ستكون شاخصة علينا خلال زيارة البابا الى الأراضي المقدسة.
ما الذي ينتظره المسيحيون في الأراضي المقدسة من هذه الزيارة؟ وكيف سيتحضرون لها؟
نحن نتطلع في المقام الأول الى تعزيز العلاقات بين الكاثوليك والأرثوذكس، واستمرار ما بدأ قبل 50 عاما في اللقاء الذي جمع بين البابا بولس السادس والبطريرك أثيناغوراس. ربما في ذلك الوقت كان هناك الكثير من الحماس. بانتظار الرحلة سنتكلم عنها كثيرًا في كنائسنا. سنذكر بكلمات بولس السادس خلال زيارته عام 1964، لا ينتظر المسيحيون البابا فحسب، بل ينتظره الجميع بحماس كبير بما في ذلك العالم المسلم.
ما هي النقاط الرئيسية في هذه الرحلة؟
سيتم استقبال البابا في القصر الملكي في عمان، وسيحتفل بالقداس في الملعب الكبير. ثم سيتناول العشاء في موقع معمودية الرب، على الجانب الأردني من النهر مع مجموعة من اللآجئين السوريين وفقراء ومعوقين، أي أشخاص من “الضواحي”. في صباح اليوم التالي سيغادر عمان في المروحية ليصل الى بيت لحم حيث سيستقبله الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل أن يلتقي بمسؤولين مسلمين وسيحتفل بعدها بالقداس في ساحة المهد أمام بازيليك المهد. بعدها سيتناول الطعام مع عائلات من المنطقة قبل أن يتوجه بالمروحية الى مطار تل أبيب حيث سترحب به رسميًّا السلطات الإسرائيلية. في فترة بعد الظهر سيذهب الى القبر المقدس متوجًا زيارته حيث سيلتقي بالبطريرك برتلماوس والقادة الآخرين للكنائس المسيحية وسيقصون وقتًا من الصلاة المسكونية. نحن بصدد التحضير لهذا اللقاء.
ماذا بالنسبة الى الجانب الإسرائيلي؟
سيلتقي بالرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز ومسؤولين يهود، على الأرجح عند الحائط الغربي. نحن لا نعرف حتى الآن جيدا إن ستكون هناك زيارة محتملة إلى النصب التذكاري للمحرقة “ياد فاشيم”. البرنامج لا يزال قيد الدرس. وعلاوة على ذلك، قد يمر بالعلية، وكذلك قد يلتقي مع رجال الدين والمكرسين في الأراضي المقدسة في بازيليك الأمم، في الجسمانية، وسيتناول العشاء في البطريركية اللاتينية.
***
نقلته الى العربية نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية