لا بدّ من أنك سمعت الأقاويل والتحاليل أخيرًا في ما يتعلّق بالبابا فرنسيس عن نكرانه للخطيئة ونفيه بوجود جهنم والجنة وموافقته على زواج المثليين وغيرها من الأقاويل التي لا يمكن أن تخطر على البال… ولا شك في أنّ البابا أصبح اليوم وبأقل من سنة، ظاهرة تاريخية تحتلّ الصفحات الأولى وكلّ وسائل التواصل الإجتماعي ببساطة بسبب تواضعه وبساطته على عكس ما يظنّ الآخرين. ولكن هل أصبح البابا ضحية الصحافة الجيدة الخاصة به؟ ومن هي هذه الصحافة؟ أنت وأنا من نطلق الأقاويل أو نسمعها وننجرّ بها مصدومين متناسين من هو البابا الحقيقي ومع من نعيش كل يوم!
إليكم عيّنة عن ما يُقال عن البابا فرنسيس:
يُقال عن البابا أنه ألغى الخطيئة بحسب ما أتى على لسان الصحافي الإيطالي الملحد أوجينيو سكالفاري ونفى وجود جهنم والجنة واعتبر كل الأديان صحيحة وأنّ قصة آدم وحواء هي من الأساطير مع العلم أنّ من يتابع البابا كلّ يوم يعلم جيدًا بأنه ذكر الخطيئة مرات عديدة وتحدث عن البشر أنهم خطأة بحسب ما أوضح الأب فدريكو لومباردي مدير دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي.
يُقال عن البابا أنّه أخرج روحًا شريرة من رجل معاق في ساحة القديس بطرس مع العلم أنه يحتضن المرضى والأطفال والجميع عندما يختلط مع الحشود ولا حاجة به لأن يخرج أي روح شريرة إذ يكفي أن يبتسم لهم بمحبة وهذا أفضل علاج.
يٌقال عن البابا أنه يشجّع المثلية الجنسية وبأنه قال لمثلي جنسي في فرنسا: “شذوذك الجنسي لا يهمّ” مع العلم أنه عبّر بأكثر من مرّة عن رأيه بالمثليين الجنسيين وشدّد على دور العائلة المتوازنة المؤلّفة من أب وأم وأولاد مشددًا على احتضان الجميع بعطف من دون إطلاق الأحكام عليهم.
وكم من أقاويل للبابا تمّ تحريفها وتحويرها بشكل كبير وآخرها المقالة التي نشرها أحد المثقفين البارزين بعد لقائه البابا فرنسيس (الذي لم يستخدم مسجّل صوت أو دفتر ملاحظات أثناء لقائه بالبابا إنما أعاد ترتيب الجلسة المطوّلة من ذاكرته ومن خياله إذا صح القول إذ قام ببعض الإضافات للحفاظ على سياق المقالة) ونشر مقالة عنوانها “ثورة فرنسيس… لقد ألغى الخطيئة رسميًا”.
فهل يمكن لبابا مثل البابا فرنسيس أن يعيش هكذا تناقض؟ ولكن لا عجب في كل هذه الاتّهامات فالشجرة المثمرة هي التي يهاجمها الناس! وأنتَ؟ هل تصدّق؟