هل هناك قرار نهائي من الكنيسة بشأن مديغورية؟

قبل أن أتوسع بالتحليل، دعوني أجيب بلا لف ودوران: كلا!

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

والآن أقول لكم لِمَ أكتب هذا “السؤال والجواب عالطاير”: من محاسن وسائل الاتصال الاجتماعي أنها تجعلنا، كفريق عمل، أقرب من قرائنا. وبما أننا في زينيت نعتبر قراءنا لا كزبائن بل كعائلة، تمكنت من التواصل من أحد قرائنا من الأراضي المقدسة قال لي فيها أن مقالتي السابقة بشأن وثيقة الكنيسة المتحدثة عن مديغورية والتي يمكنكم أن تجدوها على هذا الرابط، قد سببت بلبلة لم ولن تكون أبدًا قصدي. روح الرب هو روح سلام وأخوة، لا روح بلبلة. ما فهمه البعض من هذه المقالة، بحسب ما قيل لي، هو أن “البابا رفض مديغورية”. الأمر الذي شكل بلبلة كبيرة، نظرًا للتقوى المريمية الكبيرة والحميدة، التي تتجسد في شرقنا (بين لبنان والأراضي المقدسة وليس هناك فقط)، في تقوى نحو عذراء مديغورية.

اسمحوا لي في هذه المقالة أن أكون مقتضبًا جدًا جدًا وأن أتحدث عن الموضوع بجمل قصيرة وواضحة.

أولاً، وهذه قاعدة عامة: الكنيسة لا تُعلن عن رأيها بشأن ظاهرة ما زالت قيد الدرس وما زالت “حية”. أشرح: الكنيسة لم تعلن قداسة يوحنا بولس الثاني خلال حياته، ولا حتى الأم تريزا، رغم علامات القداسة الواضحة عليهم. الأمر نفسه ينطق على الظهورات والظواهر الخارقة: الكنيسة لا تعلن عن رأيها ما دامت هذه الظواهر جارية. ولذا الكنيسة لن تعلن عن رأيها الرسمي من ظهورات مديغورية، رغم كل الثمار الجيدة التي نراها، تبعًا لهذه القاعدة الحميدة.

ثانيًا، الكنيسة لم تقل أن ظاهرة مديغورية خادعة. هل هذا واضح؟ أكرر: الكنيسة لم تقل شيئًا حتميًا حتى الآن!

ثالثًا، بالعودة إلى الوثيقة التي درستها في المقالة السابقة الموجودة على الرابط أعلاه، صرحت الكنيسة بما يطابق عدم قدرتها على القرار حتى الآن: أي أنه لا يجب أن يُنظر إلى الظهورات كما ولو أن الكنيسة قد قبلت بها نهائيًا. هذا منطق واضح، ولا يعني البتة رفضها، يعني فقط ما قلته في الرقم الأول.

رابعًا، عيش صلاة المسبحة، سر الاعتراف، القداس الإلهي مع كهنة غير محرومين، السجود ليسوع الحاضر والحي في القربان المقدس، التقرب من الرب والابتعاد عن حياة الرذيلة والخطيئة، الاجتماع معًا باسم الرب وحول أمنا مريم، كل هذه أمور لا ترفضها الكنيسة… واللبيب من الإشارة يفهم.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير