“توجد أربعة نماذج من المؤمنين تساعدنا على التفكير في الشهادة الحقيقية لكل مسيحي” هذا ما أعلنه البابا فرنسيس في عظته الصباحية اليوم التي ترأسها من دار القديسة مارتا مستوحيًا من الشخصيات الموجودة في قراءات اليوم ليؤكّد لنا عن محبة الله التي حملها يسوع إلينا. ثم حذّر من الأشياء التي تبعد الناس عن الإيمان.
تحدّث البابا فرنسيس عن أربعة نماذج من المؤمنين مستوحيًا من الشخصيات التي تمّ ذكرها في قراءات اليوم وهي يسوع والكتبة والكاهن عالي وابناه. يشير الإنجيل إلى تعليم يسوع الذي “كان يعلّم كمن له سلطان ولا مثل الكتبة” (مر 1: 22). وكان هؤلاء الكتبة يعلّمون الناس ويعظونهم ولكنّ الناس كانوا مثقلين بأمور كثيرة فلم يستطيعوا التقدم نحو الأمام.
وأشار البابا إلى أنّ يسوع نفسه قال لنا: “إسمعوا أقوالهم ولا تفعلوا أفعالهم” وكان الفريسيون والكتبة يعلمون الناس المساكين: إفعلوا هذا وهذا وذاك” فكان يقول لهم يسوع: “الويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تغلقون ملكوت السماوات أمام الناس، فلا أنتم تدخلون ولا تدعون الداخلين يدخلون” وأضاف البابا: “إنها طريقة للتبشير والتعليم والشهادة عن الإيمان… وكم يظنّ الكثيرون بأنّ الإيمان هو هذا…”
وتحدّث البابا عن القراءة الأولى من سفر صموئيل الأول 1: 9-20 عندما كان عالي الكاهن جالسًا على كرسي أمام عضادة هيكل الرب ورأى حنة مكتئبة النفس تصلّي إلى الرب في مرارة نفسها. “ورأى عالي الكاهن طريقة حنة في الصلاة التي كانت تتكلّم في قلبها وشفتاها تختلجان فقط تمامًا مثل ما تقوم العديد من النسوة العجوزات الطيبات في كنائسنا وأديارنا ينتظرن يلتمسن الحصول على معجزة”. وشدد البابا على “أنّ عالي كان ممثلاً للإيمان ففطر قلبه أمام مشهد المرأة الحزينة”.
وتابع البابا: “كم من المرات لا يشعر شعب الله بأنه محبوب وينتظر شهادة من المسيحيين والكهنة… وهنا كان عالي فاترًا في بادىء الأمر. وأشار إلى أبناء الكاهن عالي الذين لم يتم ذكرهم في القراءة الأولى إنما كانوا كهنة للرب ويديرون أمور الهيكل ولكنهم كانوا سارقين: “كان بنو عالي كهنة إنما سارقين. يستفيدون من سلطتهم ليأكلوا من الذبائح ويسرقوها وعظمت خطيئة الشبان أمام الرب جدًا”. وتابع البابا: “هذه صورة المسيحي الفاسد، المبشر الفاسد، الكاهن الفاسد، الأسقف الفاسد الذي يستفيد من الوضع، من امتيازه بالإيمان ويكون مسيحيًا وإنما بقلب فاسد وينتهي به الأمر تمامًا مثل يهوذا. من القلب الفاسد تأتي الخيانة. يهوذا خان يسوع. وأبناء عالي هم إذًا النموذج الثالث للمؤمنين. النموذج الرابع هو يسوع الذي يعلّم بسلطان وهذا هو التعليم الجديد!”
ويتساءل البابا ولكن أين الخبر الجديد؟” إنه قوة القداسة، إنّ خبر يسوع هو عندما يحمل كلمة الله ورسالته بأنّ محبة الله هي لكل واحد منا. أكرر، يسوع قرّب الله من الناس وقرّب الناس إلى الله: إقترب من الخطأة”. وتابع البابا بأنّ يسوع تحدّث عن اللاهوت مع المرأة السامرية وغفر للمرأة الزانية فقال له الناس بإنه تعليم جديد ولكنه ليس بالتعليم الجديد فحسب كما قال البابا بل هو شفافية الإنجيل.
ثم ختم البابا عظته سائلاً الرب بأن “نستوحي من هاتين القراءتين في حياتنا كمسيحيين وأن يأخذ كل واحد مكانه فلا نكون مرائين كالكتبة والفريسيين ولا فاسدين كأبناء عالي ولا فاترين كعالي بل أن نكون مثل يسوع، أن نبحث عن الناس ونشفيهم ونحبهم وهذا هو التعليم الجديد الذي يطلبه الله مني”.