قدّمت الحكومة الإسرائيلية للأمهات الراغبات بالقيام بالإجهاض عرضًا مغريًا يتضمن “عملية إجهاض مجانية” لكل النساء اللواتي يتراوح عمرهنّ بين 20 و33 سنة. وأتى ذلك ضمن إطار الخدمات الطبية التي توفّرها الحكومة لكل من يرغب بغض النظر عن الظروف. وأما الأمهات اللواتي يتخطين العمر المحدد أو هنّ تحت السن المطلوب، فيكفي أن يكنّ يعانين من مشاكل في الرحم أو أن تكون حياة الأم في خطر أو أن يكون الحمل نتيجة تحرّش جنسي حتى تتكفّل الحكومة بتغطية تكاليف العملية.
وأما إذا كانت الأم بقرار شخصي منها تظنّ أنّ الحمل يمكن أن يؤذيها، جسديًا أو نفسيًا فعليها أن تتكفّل هي بنفسها بمصاريف العملية. الجدير بالذكر أنّ اليهودية تخالف الإيمان الكاثوليكي بأنّ الولادة تبدأ في الحمل ويختلف العديد من أبناء اليهودية بشأن هذا الخصوص إنما يتوافقون على رأي واحد وهو أنّه يجوز الإجهاض إذا كان الحمل يشكّل خطرًا على حياة الأم.
في حين، عبّر الحاخام دافيد ستاف في مقابلة تلفزيونية معه أنه من “غير الأخلاقي” أن تموّل الدولة عمليات الإجهاض التي تنتج عن “قرارات شخصية” تأخذها الأم بدلاً من المشاكل الصحية الخطيرة.
وماذا نقول بعد؟ ماذا سيقومون بعد من أجل ترغيبنا بفكرة الإجهاض وترهيبنا من الحياة؟ إنّ كرم الحكومة الإسرائيلية بشأن هذا القرار قد غمرنا جدًا! ولكن وكما قال الشاعر الإنكليزي ألسكندر بوب يومًا: “لا تُظهر الأفعال دومًا معدن الرجال، فمن يقوم بعمل كريم ليس شرطًا أن يكون كريمًا”.