وجّه غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك دعوة للصلاة من أجل سوريا ترافق مؤتمر “جنيف 2” لكي تنطبع فيه بداية مسيرة من السلام. أتى في رسالته الأولى الموجّهة في 14 كانون الثاني أن يخصص كل المطارنة والأولاد والكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين وكل الحركات الدينية من عائلات وشبيبة وأولاد صلوات يومية في الكنائس والمنازل والاجتماعات الدينية لكي يثمر مؤتمر “جنيف 2” من أجل إحلال السلام في سوريا الحبيبة وتوقف أعمال العنف والدمار والحرب.
وقال البطريرك: “نحن نضمّ صوتنا إلى البابا فرنسيس الذي دعا في 13 كانون الثاني عند لقائه بالسلك الديبلوماسي إلى إنجاح مؤتمر جنيف 2 حتى تنطبع فيه بداية مسيرة سلام. إنّ يسوع ربنا هو أمير السلام. إنه هو من قال لنا: “السلام أعطيكم! سلامي أعطيكم! لا تضطرب قلوبكم ولا تخف!” نحن نرجوه أن يصغي إلى صلواتنا وأن يجيب إلى صراخ أوجاعنا وضحايانا وآلامنا وأن يمنحنا النعمة الأسمى للسلام! نحن نرجوه أن يلهم الدول والأفراد الذين سيجتمعون في جنيف لكي يقرروا السلام والأمن ومستقبل أفضل للسوريين.
ثم عبّر البطريرك غريغوريوس الثالث لحام في رسالته الثانية عن رغبته بنجاح المؤتمر وأشار إلى نقاط عديدة ترافق مؤتمر جنيف 2 وأهمها الصلاة في كل أرجاء سوريا في كل منزل من أجل أن يحل سلام يسوع المسيح وهو أمير السلام ذاكرًا بأنّ السلام هي إحدى أسماء الله الواردة في القرآن وهي فرح الميلاد المعلن للبشرية. كما ورجا بأن تتم مصالحة حقيقية في “جنيف 2” بين كل السوريين، مصالحة في الإيمان، مصالحة إنسانية ووطنية وسورية بحق.
كما ركّز البطريرك عل وحدة الرأي والصفوف في المؤتمر بين الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي بالأخص بين فرنسا وإنكلترا وألمانيا والصين وإيران! “إنّ وحدة الغرب ووحدة الجميع هما ضمان نجاح مؤتمر “جنيف 2”. كذلك إنّ وحدة الجميع يمكنها أن تحقق وحدة العرب وهي جد ضرورية من أجل نجاح مؤتمر “جنيف 2”. نحن نصلي من أجل أن تتحقق هذه الوحدة. إنّ هذه الوحدة الغربية-العربية هي ضمان نجاح مؤتمر “جنيف 2″. إنها الوسيلة الحقيقية من أجل إيقاف مد المجموعات المسلحة بالأسلحة”. وشدد البطريرك إلى أنّ السلام لا يحتاج إلى الأسلحة.
ثم شكّر في ختام رسالته كل من يسعى إلى إحلال السلام أفرادًا أو دولاً وذكّر بالدور المسيحي الفعّال في الشرق وضرورة التفاهم والتعايش مع احترام الأديان. ثمّ لم ينسَ الصلاة على نية نجاح الإنتخاب من أجل تشكيل دستور جديد في مصر إذ يشكّل حدثًا تاريخيًا بالغ الأهمية على صعيد التعايش الأخوي والحوار الإسلامي المسيحي والازدهار في كل البلدان العربية.