وعقد الوفد، المكون من أساقفة وكهنة ممثلين عن المجالس الأسقفية في العالم، وابالخص من أميركا الشمالية وبلدان أوروبا وشمال افريقيا، ة لقاء مفتوحا حضره أبناء الرعية الذين عرضوا معاناتهم في العيش في ظل الحصار الاقتصادي المفروض على غزة والوضع الأمني الهش الذي يعيق العمل وحرية التنقل. كما كان للوفد زيارة إلى أول مدرسة مهنية لأبناء المخيمات، والتي تديرها مجلس كنائس الشرق الأوسط، بالإضافة إلى زيارة لمؤسسة تهتم بالأطفال ذوي الإعاقة والصم والبكم.
وقبيل انتهاء الزيارة ، صباح اليوم الخميس، اطلق وفد التنسيق بيانا تلاه الاساقفة في دار البطريركية اللاتينية في القدس ، بحضور البطريرك فؤاد الطوال ، والقاصد الرسولي في القدس المطران جوزف لاتزاروتو، وعدد من الاساقفة العرب والكاثوليك ، وفيما يلي نصه:
نحن ، الاساقفة من أوروبا، وجنوب أفريقيا، وأمريكا الشمالية، جئنا إلى الأرض المقدسة لنصلي مع الجماعة المسيحية ولنعبر لها عن دعمنا كما لدعم مسيرة السلام. وفي غزة، لمسنا الفقر المدقع للشعب، وكذلك الحضور الشجاع للجماعات المسيحية الصغيرة والمعرّضة للأخطار.
غزة هي كارثة من صنع الإنسان، وفضيحة صادمة، وظلم يصرخ عاليا للمجتمع البشري طالبا الحل. إننا ندعو القادة السياسيين للعمل على تحسين الوضع الإنساني للشعب في غزة، وضمان السماح لعبور الحاجات الأساسية التي تؤمن حياة كريمة، وعلى إمكانية تحقيق تنمية اقتصادية، وعلى تأمين حرية التنقل.
ومع هذا الوضع اليائس الذي شاهدناه في غزة، التقينا مع أناس يتملكهم الأمل. وقد تشجعنا ونحن نزور الجماعات المسيحية الصغيرة، التي يوما بعد يوم، توصل محبتها ، من خلال العديد من المؤسسات ، الى الاشخاص الأكثر فقرا من مسلمين ومسيحيين. وسنستمر بالصلاة ودعم الكهنة، والرهبان، والعلمانيين الذين يعملون في غزة. إنهم يؤدون خدمتهم بحضورهم المقدّر في رعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ، والمسنين، إضافة إلى تعليم الأجيال الصاعدة.
إن شهادتهم بالإيمان، والأمل، والحب قد منحنا بالفعل الأمل. هذا هو بالضبط الأمل اللازم في هذه اللحظة لإحلال السلام، السلام المبني فقط على العدل والإنصاف لكلا الشعبين . فالفلسطينيون والإسرائيليون بحاجة ماسة للسلام. فعلى سبيل المثال، ان الجدار الفاصل الذي يسير في وادي الكريمزان – قرب بيت جالا – يهدد الأراضي الزراعية التي تمسكت بها أجيال عديدة من ثمانية وخمسين عائلة مسيحية. وتأتي محادثات السلام الحالية في وقت حرج. والآن هو الوقت المناسب للتأكد من أن التطلعات لتحقيق العدالة لكلا الطرفين قد باتت وشيكة.
ونحث أصحاب المسؤوليات العامة ليكونوا قادة أمل، وليس أهل دمار. ندعوهم للاستماع إلى كلام البابا فرنسيس الذي قاله مؤخرا إلى السلك الدبلوماسي: “إن استئناف محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين هو علامة إيجابية، و أرجو يعمل كل من الطرفين، بدعم من المجتمع الدولي، على اتخاذ قرارات شجاعة تهدف إلى إيجاد حل عادل ودائم للنزاع الواجب وضع نهاية له بصورة عاجلة” ( 13 كانون الثاني 2014 ).
وفي الوقت الذي نغادر به الأرض المقدسة، يبقى أساقفة وشعب الكنيسة المحلية في قلوبنا. أنهم ليسوا وحدهم. نحن وإياهم نشكل شعب الأمل. واننا لنصلي لان تعزز زيارة البابا فرنسيس للأرض المقدسة الأمل في المنطقة. انّنا نؤمن بأنّ السلام الدائم ليس مستحيلا.
أما الاساقفة المشاركون في رحلة هذا العام، فهم : رئيس الأساقفة ستيفن بريسلين، جنوب أفريقيا. المطران بيير بيرشر، الدول الاسكندنافية، والمطران وليام كرين ، ايرلندا، والمطران ميشال دوبست، فرنسا، ورئيس الأساقفة بول-اندريه ديروشير، كندا، ورئيس الأساقفة باتريك كيلي، إنجلترا وويلز، والمطران وليم كيني، إنجلترا وويلز، والمطران ديكلان لانغ، إنجلترا وويلز، والمطران دينيس نلتي، أيرلندا، والمطران ريتشارد بيتس، الولايات المتحدة الأمريكية، والمطران توماس رنز، ألمانيا، والمطران جانوز ستبناوسكي، بولندا، والمطران خوان إنريك فيفيس، أسبانيا.
يذكر أن المجالس الأسقفية من مختلف أنحاء العالم، وبتنظيم من البطريركية اللاتينية ، وبتكليف من الكرسي الرسولي في كانون الثاني من كل سنة ، تزور الأرض المقدسة وتركز على الصلاة والحج تعبيراً عن تضامنها مع المسيحيين في الأراضي المقدّسة، بالإضافة إلى تبادل خبرة الحياة الرعوية مع الكنيسة المحلية التي ترزح، مع كل الشعب الفلسطيني ، تحت وطأة الضغط السياسي والاجتماعي والاقتصادي.