البابا فرنسيس: "إنّ المسيحي لا يهمل كلمة الله بهدف أن يتجه نحو شيء "على الموضة"

في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا

Share this Entry

“إنّ عطية أن نكون أبناء الله لا يمكن “أن تُباع” وهذا ما يؤدّي إلى نسيان كلمة الله والعيش كما لو كان الله غير موجود”. على هذا الأساس ركّز البابا عظته التي تلاها في خلال القداس الصباحي من دار القديسة مارتا.

انطلق البابا من سفر صموئيل الأول (8: 4-7) ليتحدّث عن التجربة التي يقع فيها أبناء الله بأن يكونوا “مثل سائر الناس”. إنّ أساس هذه التجربة وبحسب ما يقول البابا فرنسيس هي تجاهل كلمة الله والانصياع إلى الإنسان “وما يريد” فيختار “بدنيوية”. وقال البابا: “هذه التجربة وقع فيها الشعب اليهودي في العهد القديم أكثر من مرة  عندما أتى شيوخ إسرائيل كافة واجتمعوا بصموئيل وقالوا له بإنه قد شاخ ويريدون منه أن يقم عليهم ملكًا يقضي بينهم كجميع الأمم” متظاهرين بأنهم يريدون أن يحكموا أنفسهم”. في ذلك الوقت وبحسب ما لاحظ البابا “الشعب رفض الله ولم يعد يشعر بكلمة الله فحسب بل رفضها أيضًا”. إنّ هذا الشعب رفض إله المحبة وانصاع للدنيوية تمامًا مثلما يحدث مع مسيحيي اليوم.

وأشار البابا: إنها التجربة التي وقع فيها الشعب القديم ونقع فيها نحن أيضًا. كم من المرات ننسى كلام الله وما يقوله لنا الرب ونلتجىء إلى ما هو “على الموضة”؟ إنّ روح الدنيوية أكثر دهاءً وتعلم كيف تجذبنا! إنما توجد قيم لا يمكن للمسيحي أن يحصل عليها بنفسه. على المسيحي أن يحفظ كلام الله الذي يوجهه إليه: "أنت ابني، أنا اخترتك، أنا معك وأسير معك”. وأشار إلى أننا نشعر نحن كمسيحيين بعقدة النقص لأننا لا ندرك قيمتنا الحقيقية بنظر الله.

وأضاف البابا: “إنّ التجربة تأتي من قساوة القلب وعندما يكون القلب قاسيًا، عندما يكون القلب مغلقًا، لا يمكن أن تدخل كلمة الله. يسوع قال لتلميذي عماوس: “يا عديمي الفهم وبطيئي القلب في الإيمان بكل ما تكلم به الأنبياء”. وعندما نملك قلبًا قاسيًا لا يمكن أن نفهم كلمة الله. والدنيوية تليّن القلب ولكن نحو الشر. إنّ الصلاح هو أن نفتح قلبنا أمام كلمة الله واستقبالها. استقبال كلمة الله لكي لا نفلت من “اختيار الله لنا”.

وختم البابا: “لنسأل الله إذًا أن يمنحنا عطية التغلّب على أنانيتنا: الأنانية في أن أرغب أن أقوم أنا في الأشياء مثل ما أنا أريد. لنسأل الله نعمة الطاعة الروحية التي تعلّمنا كيف نفتح قلبنا إلى كلمة الله وألاّ نفعل كما قام إخوتنا الذين أغلقوا قلبهم لأنهم أعرضوا عن الله ولم يعودوا يشعرون ويفهمون كلمة الله. الرب يعطينا نعمة القلب المنفتح لاستقبال كلمة الله والتأمل بها دائمًا. عندئذٍ نكون قد سلكنا الطريق الصحيح”.

Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير