احتفل النائب الرسولي لمدينة حلب ومطران اللاتين في سوريا<strong>، المطران جورج أبو خازن بالذبيحة الإلهية في كنيسة مار يوسف، عين زبدة- البقاع الغربي، عاونه كاهن الرعية الأب جوزف أبو عسله والأب مارون يونان الفرنسيسكاني. وحضور: المطران جورج اسكندر، رئيس أبرشية زحلة للموارنة المطران منصور حبيقة، رئيس أبرشية زحلة والفرزل للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، والأبوين حليم نجيم وحنا جلّوف الفرنسيسكانيين، وعدد من الكهنة والرهبان والرهبات، وفعاليات المنطقة من مختلف الطوائف، ورؤساء بلديات ومخاتير المنطقة، ورؤساء الاخويات والجمعيات الكنسية، وحشد من اهالي البلدة والقرى المجاورة والاصدقاء.
وبعد تلاوة الأنجيل المقدس ألقى المطران أبو خازن عظة جاء فيها: “إني أرحب بكم جميعاً وأشكركم على حضوركم ومشاركتكم وعلى زحفكم على بيروت لحضور رسامتي الأسقفية، وأشكر جميع القادمين من الجوار، وأشكر هذه البلدة العزيزة عين زبدة بجميع أهلها من كبيرها إلى صغيرها وجميع فعاليالتها.”
تابع: “نقدم هذه الذبيحة على نيتكم جميعاً ليبارككم الربّ ويحرسكم ويحرس هذه البلدة العزيزة وجميع سكانها ويرحم جميع موتاكم، ولكن اسمحوا لي أن أخص بالذكر والديّ المرحومين لطف الله وجوليت أبو خازن وصهري مسعود أديب نهرا ووالدة الأب جوزف كاهن هذه الرعية المباركة المرحومة مريم.”
أضاف: “يذكرني هذا اليوم بيوم سيامتي الكهنوتيّة التي تمّت في دار الكنيسة يوم 28/6/1973 وكنتم هالة مباركة حولي كما أنتم اليوم. وبين الأمس واليوم قد أنجزتم عملاً رائعاً وجباراً ألا وهو بناء هذه الكنيسة الجميلة وهذا العمل الذي كان حلماً يراود الجميع ويهاب منه الجميع قد تمّ بعون الله ولكنه تمّ بتضحياتكم وتضامنكم جميعاً وبمحبتكم وغيرتكم المقدّسة التي وحدّتكم وجعلتكم تعملون معاً كل بحسب مقدراته وأختصاصاته. فالحمد لله على هذه النعمة والشكر لكم.”
تابع: “وإني أشكركم أيضاً على محبتكم لي وغيرتكم وفرحتكم بي كفرحةٍ بالأبن وبالأخ والصديق. لقد شعرت بهذه المحبة وهذا التضامن طيلة مسيرتي الكهنوتيّة خاصة في الأيام الصعبة في الأراضي المقدّسة وفي السنوات الأخيرة أثناء وجودي في حلب – سوريا. فكانت محبتكم وتشجيعكم وصلواتكم وسؤالكم المتواصل عني خيرَ معزٍ ومشجع. وبهذه المناسبة قدّمتم خير برهان على ما يعتمر قلوبكم الكبيرة من عواطف المحبة والنبل والتضامن، وأثبتم فعلاً لا قولاً ما تستطيع المحبّة أن تفعله وأن تجمعه وكيف نترفع عن كل فردية وإختلاف.”
وأردف: “وصرتم مثالاً يُحتذى به. فالتعددية بالفكر والإنتماء والعقيدة يجمعها دائماً الهدف الواحد المشترك الذي يجعلها تتسامى وتتخطى كل إختلاف وكل خلاف! وهكذا يجب أن يكون! فالإختلاف بالمذهب والإنتماء الحزبي هو غنى إذا كانت المصلحة العامة والمشتركة هي الهدف.”
تابع: “وإلى هذا الهدف يجب أن تتوّجه الجهود وهو عندئذٍ يتوّج هذه الجهود ويكون عامل وحدة وتعاون. وعسى ما تمّ ويتم في هذه البلدة يتم على مستوى الوطن!”
أضاف:”وليكن حافزُنا دائماً كلمة الله التي سمعناها بالإنجيل “رابي أين تقيم؟ فقال لهما “هلما وأنظرا، فذهبا ونظرا أين يقيم فأقاما عنده ذلك اليوم”، لا تخافوا ولا تترددوا من السؤال والذهاب للقاء المسيح! فإن نحن كجماعة وأفراد توجهنا ونظرنا أين يقيم وأقمنا معه، لعلنا نجد المفاجاءات، وبعض المغامرة، والشعور وكأننا نتجه ونسير نحو المجهول. لأننا بسؤالنا أين يقيم نجد الجواب والحقيقة بأنه يقيم بداخلنا ويجب أن نجعل نفوسنا وأجسادنا مقاماً لائقاً به. ونكتشف بأنه يقيم بالآخر وبكل آخر وفي القريب، إنه يقيم بالآخر المختلف عني فكراً وانتماءً وسلوكاً، إنه يقيم في الضعيف والمهمش وإن أنا كمؤمن وككنيسة أردت أن أمثل المسيح وأقيم عنده علي أن أقبل كل هؤلاء لأنه كل ما تفعلونه بأحد إخوتي هؤلاء الصغار فبي تفعلونه.”
تابع: “وإن نحن كجماعة وأفراد توجهنا ونظرنا أين يقيم وأقمنا معه نجد أنفسنا تلقائياً نقيم معاً لأن ما يجمعنا هو الشخص الواحد شخص السيد المسيح كلمة الله المتجسّد، ويجمعنا مقام واحد هو مقام الآب السماوي الواحد لأننا نكون كالأبناء العائدين إلى المنزل الأبوي فنعيش محبّة وفرحة اللقاء وفرحة الأخوة والأبناء. مقام الله الواحد وبيته الواحد وكلمته الواحدة فقط هي التي توّحد الجميع.”
أضاف: “واليوم يبتدىء اسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين وعودة جميع الكنائس المسيحيّة وطوائفها إلى الآب الواحد بتوبة حقيقية هي عودة إلى بعضهم البعض هي عامل الوحدة لأن الآب الواحد هو الذي يوّحد والمخلص الواحد هو الذي يوّحد والروح الواحد هو الذي يعمل ويوّحد والعمل بكلمة الله الواحدة هي مصدر الوحدة والتقارب، هي عامل الوحدة الحقيقي إن على صعيد الدين أو على صعيد الوطن.”
تابع: “ولكننا في كثير من الأحيان نخاف ونحجم ونتردّد لأننا نجد أنفسنا وكأننا نسبح بعكس التيار، وكأننا نتكلّم بلغة غير مفهومة. ولكن المسيح سبق وقال: “سيبغضكم العالم… لأنكم لستم من العالم فاختياري لكم أخرجكم من العالم… ولكن لا تخافوا أنا معكم حتى منتهى الدهر.”
تابع: “ولما كان لنا من روح الإيمان ما كتب فيه: “آمنت ولذلك تكلّمت تكلمت” فنحن أيضاً نؤمن ولذلك نتكلم، عالمين أن الذي أقام الرب يسوع سيقيمنا نحن أيضاً مع يسوع ويجعلنا وأياكم لديه، لأن ذلك من أجلكم.”
وختم سيادته بالقول: “واذكرونا دائماً بصلواتكم خاصة وحاضر معنا الأب حنا جلّوف وهو خادم رعية في منطقة شديدة الحساسية والخطورة في سوريا بالإضافة إلى رعيتين موكلتين إلى رعايته ويهتم أيضاً برعية روم أرثوذكس.”
وبعد القداس تقبل المطران أبو خازن محاطاً بالعائلة التهاني في صالون الكنيسة وقدمت له هدايا تذكارية وألقيت كلمات تهنئة داعية له بالتوفيق في رسالته الأسقفية وأقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.
وكان أهالي عين زبدة والجوار تجمعوا صباحاً حيث استقبلوا المطران الجديد وساروا معه في موكب حاشد وصولاً إلى كنيسة مار يوسف على وقع الموسيقى والطبول ووسط نثر الورود والرقص والزغاريد وحيث رفعت اليافطات المرحبة بقدومه من مختلف الطوائف والتيارات والأحزاب.