ولكن عندما نفهم أن شريعة الله هي القانون الطبيعي وليس مجرد فرض ، ندرك أن الخلاص لم يوزعه الله بشكل تعسفي ، إنما هو هدية مجانية لكل من يقبله. و عندما رفض الشيطان بكبريائه و بشكل نهائي الله و كل ما يقدمه، فصل نفسه عن النور ليصير ظلام …. و هذا الحسود لا يريد للبشر أن يسلكوا في حياة البر، ولا أن ينالوا البركة الإلهية التي حرم نفسه منها و هو لا يطيق أن يراهم ينعمون بنور الله. حسده هذا حسد مدمر، وليس مجرد مشاعر فهو إذ يحسد، يستعمل كل طاقاته ليدفع البشر الى سوء إستعمال لحريتهم ليعود فيشتكيهم أمام بر الله. ولكن !! في المقابل علينا نحن البشر أن نثق أن الروح القدس يعيد ولادة المحبة و مفاعيل طابع المسيح الذي فينا.
يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ نَوَامِيسِي فِي أَذْهَانِهِمْ، وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً”(ع ١٠)
فاليوم، بقلب واثق بمحبة الرب و عمل روحه القدوس، نجابه من دون خوف نشاط “المشتكي” صاحب القلب الحجري الذي تناسبه أحكام مخالفة الوصايا المكتوبة على ألواح حجرية. نثق بإنتصار كثيرين، أصحاب القلوب الحيّة الذين سبقونا الى روعة معاينة الوجه القدوس: و ها نحن نسمع القديس بيو يشدد أبناءه في حروبهم الروحية و يدعوهم للثقة بروح الله “روح الله هو روح السلام. حتى عندما نرزح تحت أخطر العيوب يجعلنا نشعر بذاك الحزن الهادئ، المتواضع، و الواثق برحمته. و هذا هو على وجه التحديد بسبب رحمته اللا متناهية”.