الإله الحقيقي…

الإله الحقيقيّ ، هو الإله الذي يكشف هو عن ذاته للبشر ، لا الإله الذي نكوّنه نحنُ في فكرنا ووعينا ومخيّلتنا وفي زاوية مظلمةٍ ، قد تعبّر عن صورتنا نحنُ المشوّهة …

Share this Entry

الإله الحقيقي ، هو إله المفارقات العجيبة ـ التي لا نتوقّعها أبدًا ولا نفقه معانيها .. إلا بالدخول في منطق الله العجيب ـ الذي يختلف عن منطق وعقل البشر ، إن الإله الحقيقيّ ، هو إلهٌ مختلف ، مغاير ، محيّر ، غريب الأطوار ، لا يتلائم وفكرنا وعقليّتنا ، ولا يسيرُ على حسب مزاجنا ، ولا يلبّي طموحاتنا ، وحاجاتنا .. لإنه إن كانَ الله على حسب ما نريدُ ونشتهي ، الأجدر أن لا يكون الله أبدًا ، بل سلعة أو قطع غيار ، ولا يكونُ الله الحقّ المختلف .. فأنا لا أقبلُ أبدًا ، أن يستعملني أحدٌ ويسيّرني غصبًا عنّي .. وقد تقولونَ: هو الله فمّمن نطلب إذن ونستغيث …؟! نعم ، أدخل أنتَ في منطق ورغبة الله ، في الصلاة ، وفي تدبيره الإلهيّ .. وسترى أنّ الله هو دائمًا أمامكَ ومعكَ ، وهو يظهر لكَ في ” الحريّة ” ! لا في الكسل والجمود والتبعية المرضيّة ، وإلقاء كلّ أمر إيجابيّ أو سلبيّ عليه كـــ “شمّاعة” ! . لهذا، لا يمكننا أن ندركَ ، إلهنا إلا إن دخلنا نحنُ في ” منطق الله ” ، ومنطق الله هو ” الصليب – التخلي – التواضع – الغرابة – وهذه هي جهالةٌ عند الحكماء (اصحاب الفكر والعقلانية والفلسفة) ، وعثرةٌ للمتزمّتين في الرأي وتطبيق الحرف فقط ، أما بالنسبة لمنفتحي القلب والعقل والروح والكيان ، المتواضعينَ الذين قبلوا ، سرّ التجسّد الإلهيّ ، سرّ الوحي الإلهيّ بقول الــ ” نعم ” ، أي الإستجابة للكشف الإلهيّ ، فهؤلاء دُعوا أني يكونوا أبناء الله ، الذين لم يولدوا من لحم ولا من جسد ولا من أب أو أمّ ، بل من الله .. إنهم أبناء الله السماويين …

Share this Entry

عدي توما

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير