قد لا يضاهي شيء على الأرض القيمة التي للكنيسة في قلب الله . لقد دفع أغلى ثمن من أجلها ، وهو يريد حمايتها ... وحين نعتبر أنفسنا منتمين الى عائلة الله، الى كنيسته، يصبح من البديهي تحمل مسؤولية حماية الوحدة و الشراكة في قلب عائلتنا هذه.و الكنيسة ليست مجرد مؤسسة، لكنها "حياة في المسيح"، تتجلى في أعماقنا كما في كل عمل مخفي أو ظاهر.قد تكون مواهبنا متباينة ولكن علينا العمل معًا، ليكمل أحدنا الآخر من أجل البنيان في جسد المسيح.
قد يحدث أن بعض المؤمنين الآخرين ، أو حتى بعض الكهنة أن يساهموا بوقوعنا بخيبة ما في مكان ما .... ولكن لن يكون هذا السبب عذراً كافياً لقطع الشراكة معهم. في رسالته الى أفسس يدعونا الرسول بولس " بكل تواضع، ووداعة و طول أناة أن نحتمل بعضنا بعضاً في المحبة".
فأن نطلّق كنيستنا عند أول خيبة أمل هو من دون شك علامة من علامات عدم النضوج بالمحبة الجادة .
وكلما أسرعنا في التخلي عن الوهم بأن الكنيسة يجب أن تكون مثالية من أجل أن تستحق إلتزامنا و محبتنا ، كلما أسرعنا في إنهاء ظاهرة الادعاء والبدء في الاعتراف أننا جميعًا بحاجة الى نعمة الرب. وهذه هي بداية الحياة الجماعية الكنسية الحقة حيث نحمل وحدانية الروح مع بعضنا البعض .
و كم يستهوي البعض إثقال كاهل الكاهن بإتهامات وتخمينات... وننسى أن من دونه لا أسرار و دون الأسرار لا حياة للكنيسة!!وننسى أنه غالبا ما يُفوّض بمهام دقيقة كأن يلعب دور الوسيط بين أفراد متضاربين، و أحياناً كثيرة غير ناضجين... و كم من المرات يُسند إليه مهمة مستحيلة في محاولة جعل الجميع سعداء، الأمر الذي ،حتى يسوع نفسه ،لم يستطع أن يحققه على الأرض!!
كل كنيسة يمكنها أن تترك إعلاناً على أبوابها: "الداخلون ليسوا بكاملين إنما تائبين" ... فدعونا نتذكر جميعا،كهنة و علمانيين أنه: إذا كان يجب على الكنيسة أن تكون كاملة إرضاءً لنا، أن هذا الكمال بنفسه سوف يستبعدنا و يعزلنا خارجاً، لأن الكمال لله وحده!!
يحذر القديس الشهيد كبريانوس كل مؤمن: "أتظن أنك تستطيع أن تثبت وتحيا إن انسحبت وبنيت لنفسك بيوتًا أخرى ومسكنًا مختلفًا تاركاً رباط السلام والوحدة؟! لقد قيل لراحاب التي كانت رمزًا للكنيسة: "اجمعي إليك في البيت أباكِ وأمك وإخوتك وسائر بيت أبيكِ، فيكون أن كل من يخرج من أبواب بيتك إلى الخارج فدمه على رأسه" (يش) ٢: ١٩
علنّا نتعظ !!!