“ليس من السهل بناء الحوار مع الآخرين بالأخص إن كانت تفصل بيننا وبينهم الضغينة إنما المسيحية تبحث دائمًا على طريقة للاستماع والمصالحة والتواضع والوداعة لأنّ هذا ما علّمه يسوع” هذا ما فكّر فيه البابا فرنسيس في عظته الصباحية اليوم من دار القديسة مارتا.
تابع البابا اليوم عظته وهي امتداد لعظة يوم أمس مركّزًا على القراءة الأولى لسفر صموئيل الأول (24: 3-21) ويعرض طريقتين للنظر إلى الحياة إما ببناء الجسور للتفاهم حتى من بعد المشاجرة وإما ببناء الجدران، جدران الكراهية وانعدام التواصل مع الآخرين. وهنا، وبحسب ما قال البابا فرنسيس، نرى الصراع بين داود وشاول وقد اختار داود طريق الحوار لتحقيق السلام بالرغم من أنه أتيح له بأن يقتل شاول.
وتابع البابا: “إنّ الحوار هو ضروري لتحقيق الوداعة فهنا داود فكّر: “إنه مسيح الرب وهو أكثر أهمية مني” وهذا التواضع، الوداعة… وأشار البابا إلى ضرورة القيام بالحوار بروح الوداعة والتواضع وهذا هو من صنع السلام فنرى وجه الله. وقال البابا: “إنّ المتواضع نفسه هو من يقوم بالجسور، دائمًا، دائمًا. وبهذا يكون مسيحيًا. هذا ليس سهلاً. هذا ليس سهلاً. يسوع قام بذلك: تواضع للغاية، فأرانا الطريق. كم هو مهم ألا يمرّ الوقت: عندما توجد مشكلة، عليّ أن أحلّها في أقرب وقت، ما إن يسمح لي الوقت، بعد أن تمرّ العاصفة، تقدّموا للحوار، لأنّ الوقت يزيد من الجدارن تمامًا مثلما تمنع العشبة السيئة من نمو الحبوب. عندئذٍ تصبح المصالحة صعبة: صعبة للغاية!”
وكرر البابا: “لا بد من أن تحدث المشاجرات الطفيفة في العائلات والحي والمجتمع. إنّما الأمر الأهم هو أن “نسعى لإحلال السلام في أقرب وقت من خلال كلمة أو لفتة. إنّ الجسر أفضل من الجدار فالجدار يذكّرنا بالجدار الذي فصل برلين لسنوات عديدة. وفي قلبنا أيضًا يمكن أن نجد جدار برلين نبنيه بوجه الآخرين”.
وختم البابا قائلاً: “أنا أخاف من هذه الجدران، هذه الجدران التي تُبنى يومًا بعد يوم فتغذّي الحقد. فلنفكّر بداود الذي كان يمكن أن ينتقم من الملك: كان يمكن أن يتخلّص منه بسهولة إنما اختار بدلاً من ذلك طريق الحوار والتواضع والوداعة واللطف. نسأل اليوم الله بشفاعة القديس فرنسيس السالسي، أن يمنحنا نعمة بناء الجسور عوض الجدران”.