ماذا ينتظر الكاثوليكيّون من زيارة فرنسوا هولاند هذه الأولى إلى الفاتيكان؟
إنّهم ينتظرون أن يسمعهم أحد ويعترف بوجودهم إذ إنّ الكاثوليكيّين ناشطين كثيرًا في المجتمع الفرنسي سواء أكان في مجال التعليم والثقافة وغيرها من مجالات. ولكنّ هذا الانتظار لن يُقاس في هذه الزيارة التي لن تتعدّى الثلاثين دقيقة ولكنّ الكاثوليكيّين ينتظرون أيضًا من هذه الزيارة الرمزيّة أنّ يُعترف بالكاثوليكيّين بأنّهم مواطنين بكلّ ما للكلمة من معنى ومساهمتهم في المجتمع على قدر من الأهميّة.
كيف تُقيّم موقف الحكومة من الكاثوليكيّين
إنّ التشدّد الموجود ومجموعة الإصلاحات التي لا يُؤخذ بمشاركة الكاثوليكيّين فيها بعين الاعتبار يخلق فيهم شعورًا بعدم التقدير في هذا المجتمع. وإنّ خيبة أملنا تكمن في أنّ الإصلاحات جارية من دون تفكير أيديولوجي عميق حولها. مثلًا فلنأخذ على سبيل المثال مسألة إنهاء الحياة. طُلب فيها استشارة دينيّة ولكن هل تؤخذ استشارتهم بجديّة؟ وبسبب ذلك، فإنّ المجلس الوطني للأخلاقيّات للقادة الدينيّين لم تكن جيّدة.
هل سيتمّ يوم الجمعة التطرّق إلى مواضيع كالتي ذكرت “إنهاء الحياة” و”الزواج المثلي”؟
في لقاء كهذا فإنّ الأمور منظّمة جدًّا وواضحة. كما وأنّ جدول أعمال ما سيُحكى به في هذا اللقاء يبقى سريًّا. وإنّه من الطبيعي أن يغلب على اللقاء الموضوع الدولي حول ما يحصل في سوريا وأفريقيا الوسطى القضايا التي يهتمّ بها البابا. ولكنّ لا بدَ أن يتمّ التحدّث بالقضايا المحليّة ومسألة إنهاء الحياة فلا شكّ أنّ الحبر الأعظم والرئيس فرنسوا هولاند سيفتحان هذا الملفّ المؤلم.
لقد دعم الحبر الأعظم أيضًا “المسيرة من أجل الحياة” التي قام بها يوم الأحد كلّ من يقف ضدّ قانون الاجهاض…
نعم…فهذاه المسألة تعني له الكثير. فهو يعتبر أنّه المرشد الروحي لأكثر من مليار شخص على وجه الأرض. فالبابا فرنسيس شخصيّة محبّة ومحترمة كثيرًا من قبل كلّ من يُحادثه. ولكنّه في الوقت عينه شخصًا شديد الحريّة فيقول ما يعتقده. وشخصيّته هذه الودودة والصريحة هي التي ستضفي ميزة على هذا اللقاء.
إذًا لن يكون اللقاء مشنّجًا؟
ما من سبب يدفعه أن يكون مشنّجًا. فهو لم يزُر الفاتيكان ليزيد من حدّة الوضع ولكن كي يكون صريحًا ودوره أن يكون وسيطًا.
خلال المؤتمر الصحفي الأخير،استنكر فرنسوا هولاند الأعمال ضدّ اليهود والمسلمين أعمالًا معادية للمسيحيّة. هل لاقت هذه العبارة ترحيبًا؟
بالطبع فهذه العبارة عادلة ونحن نأمل أن تتكاثر العبارات المماثلة وإن ظهرت بوادر أخرى فالأمر إذًا إيجابي.
هل مشاكل فرنسوا هولاند الزوجيّة لها تأثير في الكاثوليكيّين؟
نعم بالطبع ليسوا موضوعيّين تجاه هذه المسألة. لا يتعلّق الأمر بإدانته أو التدخّل بحياته الشخصيّة ولكنّ المسيحيّين ينظرون إلى الحياة أنّها ممارسة مسؤوليّات ويتوقّعون تنسيقًا بين الحياة الشخصيّة والحياة العامّة الغنيّة. وتجدر الإشارة إلى أنّ زيارة هولاند للبابا لن تكون زيارة روحيّة بل زيارة رسميّة ومن المؤكّد أنّه لن يتمّ التداول في هذه المسألة.
***
نقلته إلى العربيّة بياتريس طعمة-ـ وكالة زينيت العالميّة