“لا يمكن أن نفهم الكنيسة وكأنها منظمة إنسانية، الفرق فيها هو المسحة التي تعطي الكهنة والأساقفة قوة الروح ليخدموا شعب الله” هذا ما أعلنه البابا هذا الصباح خلال عظته في القداس الذي ترأسه من دار القديسة مارتا، شاكرًا الآباء الذين يفنون حياتهم في الخدمة اليومية. علق البابا على القراءة الأولى لليوم التي تتناول أسباط اسرائيل الذين هرعوا ليمسحوا داود ملكًا على اسرائيل ليشرح ماهية المسحة فقال: “من دون هذه المسحة كان داود ليكون على رأس مجمتع سياسي فقط كمنظم سياسي، ولكن وبعد أن مسحوه نزل روح الرب عليه وظل يرافقه: وكان داوُدُ لا يَزالُ يَتَعاظَم، والرَّبُّ إِلهُ القوات معه. هذه هي أهمية المسحة فهي تعطى لشخص اختاره الرب ولذلك هي تعطى في الكنيسة للأساقفة والكهنة.”
“لا يتم تعيين الأساقفة من أجل خدمة الكنيسة فحسب، بل هم يحملون المسحة، مسحة روح الرب التي ترافقهم، ولكننا جميعًا خطأة ولو كنا كهنة، ولكن نحن مسحنا، ونود أن نتقدس أكثر كل يوم ونكون أكثر أمانة لهذه المسحة…فما الذي يوحد الكنيسة؟ ما يوحدها حقًّا هو شخص الأسقف، لأنه مسح باسم يسوع المسيح وليس لأنه تم انتخابه من قبل الأكثرية.”
ثم تابع البابا مفسرًا أن المسحة تقرب الاساقفة والكهنة من الرب وتعطيهم الفرح والقوة ليقودوا شعبه جيدًا ويساعدوا الناس كي يعيشوا بخدمة بعضهم البعض، هي تعطيهم الفرح بأن الرب اختارهم ونظر اليهم بالحب نفسه الذي ينظر به الينا جميعًا لذلك حين نفكر بالكهنة علينا أن نفكر بهم كممسوحين. لا تتقدم الكنيسة بقدرة بشرية بل بقدرة إلهية ترافق الكهنة من خلال المحسة.
نحن لا نعلم التاريخ كله، قال البابا، ولكن الكثير من الكهنة أفنوا حياتهم في خدمة الأبرشية وجعلوا الكثير من الناس يرتدون الى الإيمان، الكهنة بمسحتهم نقلوا الاسرار الى الناس، نقلوا القداسة.
ثم أردف الحبر الأعظم: “قد يقول لي أحدكم: ولكن أيها الحبر الاعظم أنا قرأت في جريدة ما أن هذا الكاهن فعل كذا وكذا…” سأجيب: نعم وأنا أقرأ أيضًا ولكن هل يشمل ذلك كل الكهنة الذين يقومون بأعمال محبة في أبرشياتهم ليجعلوا شعبهم يتقدم في مسيرة الإيمان؟ بالطبع لا.”
ختم فرنسيس قائلا أنه يجب على قراءة اليوم حول مسحة داود أن تجعلنا نفكر بأساقفتنا وكهنتنا الشجعان، الأمناء، ونصلي من أجلهم، فبفضلهم نحن هنا اليوم.