وبدأ اللقاء بصلاة الوحدة ومن ثم كلمة ترحيب وتعريف باللقاء من منسق مكتب الشبيبة في مطرانية الروم الكاثوليك روي جريش قال فيها ” يا شباب الكنيسة، نحن اليوم علامة وحدة لكل الشباب في زحلة والبقاع وعلى امتداد مساحة الوطن! لم نلتق فقط لنتكلّم وتبقى آراؤنا وأفكارنا حبراً على ورق! نحن اليوم نخلق شبكة أمان اجتماعية بين مختلف الحركات فنتبادل الخبرات ونستفيد منها ونصيغ سويا توصيات شبيبتنا لنرفعها بعد القداس الى مجلس الأساقفة، ان العزلة والانفراد يضعفان الايمان، أما الشراكة، مهما كان ثمنها باهظاً، ومهما انطوت على ألم وتضحية، فكفيلة وحدها باذكاء شعلة الايمان في نفوسنا، ولا تنتهي مهمتنا اليوم في تحقيق غاية الشبيبة الواحدة لكنيسة واحدة فحسب، بل ننطلق من هذه الغاية لتنمية، وتطوير وتفعيل شبكات العمل مع كل الحركات الشبابية غير المسيحية في زحلة والبقاع، وبعدها لبنان، لنكون معاً، كلنا معاً، دافعاً وحافزاً لصون هذا الوطن وتلويناته الاجتماعية والوجودية المختلفة.”
وعرض ريبورتاج عن نشاطات الشبيبة من اعداد الأرشمندريت تيودور غندور، بعدها كانت مداخلة لرئيس مؤسسة “أديان” الأب فادي ضو تحدث فيها عن شبيبة يوحدها الوعي للشركة المسيحية والشجاعة في مواجهة الخوف، شبيبة تعيش معاً بالحياة الجديدة بالمسيح، شبيبة تقرأ علامات الأزمنة من حولها وتبدع بالإجابة عليها، شبيبة تعي مسؤولياتها الكنسية المتبادلة ودعوتها الرسولية المشتركة، وتوزعت الشبيبة على حلقات نقاش وحوار حول المواضيع التي طرحت .
واختتم لقاء الشبيبة بقداس في كنيسة مقام سيدة زحلة والبقاع ترأسه راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، بحضور راعي ابرشية زحلة المارونية المطران منصور حبيقة، راعي ابرشية زحلة للروم الأرثوذكس المتروبوليت اسبيريدون خوري، راعي ابرشية زحلة للسريان الأرثوذكس المطران بولس سفر، والمطارنة اندره حداد وجورج اسكندر، وتمثلت الطائفة الإنجيلية بالقسيس رمزي ابو عسلي، الطائفة الإرمنية الكاثوليكية بالأب اليشان ابارتيان، والطائفة الأرمنية الأرثوذكسية بالأب نرسيس جرمكيان، اضافة الى جمع غفير من الكهنة والراهبات، وفرق الشبيبة في الرعايا والحركات الرسولية .
بعد تلاوة الإنجيل المقدس من المتروبوليت اسبيريدون خوري، القى المطران سفر عظة تناول فيها اهمية الوحدة في الكنيسة، ومما قال ” نجتمع اليوم لنصلي من أجل وحدة الكنائس. نجتمع لنتمم إرادة الرب يسوع المسيح بأن نكون واحداً. نجتمع تحت أكناف أمنا العذراء مريم التي دعتنا يوماً بقولها: كل ما قاله لكم يسوع فافعلوه. إن الروح القدس دفعنا اليوم لنرتّب هذا المؤتمر الشبابي المسيحي المسكوني ونختمه بقداس لكي يبارك الرب هذا العمل. قد يتساءل البعض ماذا فعلت هذه الصلاة حتى اليوم وما هي فاعليتها وتأثيرها؟ وللإجابة نؤكد أن للصلاة فعلها في كل مكانٍ وزمان. وخاصة فيما يتعلق بوحدة المسيحيين حيث أنه من الناحية العملية قد حققت هذه الصلوات على مدى عقود من الزمان نتائج واقعية من تقارب بين الكنائس التي في الباطن قسّمها الشيطان والكبرياء البشري وحب السلطة والنفوذ. أما ظاهر هذه الانقسامات فكان لاهوتياً وفلسفياً ولغوياً. واليوم شهدنا عملاً مسكونياً بامتياز وهو هذا المؤتمر الذي جمع الشبيبة من كافة الطوائف المسيحية في زحلة لتجتمع سويةً لتتحاور وتتلاقى وتبني جسور تواصل متينة فيما بينها وذلك لأجل مجد الله ورفعة الكنيسة وسلام أبنائها. إن مجلس أساقفة زحلة والبقاع يشجع ويبارك كل عمل مسكوني أساسه المحبة ومشروعه الوحدة وسقفه التطلع إلى وحدة الثالوث الأقدس، هذا المجلس كان وسيبقى مثلاً صالحاً لعمل الكنائس المسيحية التي وإن تعددت إداراتها ولكن هي موحّدة بإيمانها بالمسيح الواحد الإله الفادي والمخلص كلمة الله المتجسدة. فإلى مزيدٍ من الأنشطة المسيحية المشتركة، وليبارك الرب هذا الحضور وليثبت فينا الإيمان والرجاء والمحبة لنكون دائماً شهوداً أمناء لمسيحنا ولكنيسته الواحدة الجامعة المقدسة الرسولية.”
وفي نهاية القداس تلا روي جريش و رانيا ابو عقل توصيات لقاء الشبيبة والتي جاءت على الشكل التالي :
أولاً: الشكر لله الذي أعطانا ان نلتقي في سيدة زحلة والبقاع لنفرح بلقاء يوحدنا، وفيه نؤكّد أن المسيح لم ينقسم، لأننا بنعمته معاً كنيسة واحدة لراعٍ واحد.
ثانياً: الشكر لأصحاب السيادة مطارنة زحلة السامي احترامهم على رعايتهم لهذا اللقاء وعلى قبولهم بأن يكون تجسيداً لعملهم المشترك، راعوياً ورسولياً واجتماعياً ووطنياً….
ثالثاً:الشكر للجنة التي انبثقت عن مجلس الأساقفة والتي أعدّت لهذا اللقاء الذي تكلل بقداس جمع الرعاة والشبيبة والمؤمنين.
رابعاً: التمني بأن يتعزز التعاون بين الكنائس في مختلف المجالات من اجل اشعاع روحي وأخلاقي يطال جميع أصحاب الارادة الصالحة.
خامساً: المبادرة الى خلق مناسبات تجمع شعب الله ليسرّع الخطوات نحو الوحدة وبخاصة من أجل العمل على تحقيق رغبة الشبيبة بلاحتفال الموحّد لعيد الفصح، عيدنا الكبير، وباعتبار خميس الجسد عيداً روحياً يجمعنا لنقوى، لا بالمظاهر، بل بالايمان والرجاء.
سادساً:تعزيز الحوار بين الحضارات والأديان والانفتاح على جميع الطوائف من أجل وحدة لبنان و من أجل ضمان الحضور المسيحي الفاعل في زحلة والبقاع و
في كل لبنان، من أجل التأكيد على أن العزلة والانفراد يضعفان الايمان والشهادة المطلوبة.
سابعاً: أخذ المواقف الجريئة من الجماعات المناهضة لرسالة الكنيسة والتي تشوّش تعاليمها ودورها وخدمتها وعطاءاتها، وبخاصة لأن بعض وسائل الاعلام لا تضيء الّا على السلبيات وتنسى الايجابيات.
ثامناّ: تشجيع التقارب بين الرعاة والكهنة وبين الشبيبة من أجل التنشئة على الايمان ومعرفة تاريخ الكنيسة وتنظيم السهرات الانجيلية والالتزام بالواجبات الروحية والليتورجية…..
تاسعاً: تفعيل التعليم المسيحي في المنازل والبيوت وفي العمل الرعوي وفي الخدمة التربوية وفي الحركات الرسولية والشبابية، أداءً وموضوعات…، وبخاصة من خلال دورات حول الكتاب المقدس وكيفية تطبيقه في حياتنا اليومية.
عاشراً: الاهتمام بالشؤون الاجتماعية وبالفقير وتنسيق اعمال المحبة وتوعية الشبيبة على واجباتها في هذا المجال واعطاؤها الدور الذي تتوق اليه في خدمة الانسان والمجتمع.
حادي عشر: تنظيم لقاءات دورية بين الأساقفة والشبيبة، بحيث يتم اللقاء من أجل الوقوف على المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية والوطنية، وتبادل الّاراء في كيفية حلّها او التعاون من أجل المطالبة بتأمين عيش كريم وبضمان حقوق الجميع من باب العدالة والمحبة.
ثاني عشر: العمل وبشكل سريع وفاعل من أجل الوقوف بوجه بيع الأراضي في البقاع وتثبيت المسيحيين في أرضهم وخلق فرص عمل جديدة تمنع الهجرة الى خارج المنطقة.
ثالث عشر: اعتبار هذا اللقاء علامة مميزة في تاريخ زحلة والبقاع، ونقطة تحوّل في حياتنا الوطنية والكنسية، نفتخر بهما أمام الأجيال الطالعة ونطالب بأن يكون هذا اللقاء موعداً سنوياً نؤكد فيه أننا أبناء الرجاء وأن كنيستنا مبنية على الصخرة وأبواب الجحيم لن تقوى عليها عندما نكون واحداً ومعاً.
رابع عشر: الرجاء بأن تكون هذه التوصيات خطة عمل موضوعة بين أيديكم، يا أصحاب السيادة، لكي تنظروا بها، مؤكدين لسيادتكم أننا كشبيبة حريصون على الالتزام بتطبيقها بما فيه خير لشبيبتنا ومستقبلتا.
خامس عشر: أملنا أن نحظى ببركتكم يا أصحاب السيادة وبصلواتكم يا أبائنا الأفاضل، وبدعمكم ومشاركتكم يا أخواتنا واخوتنا من مختلف الحركات الشبابية والرسولية، لكي نتابع المسيرة معاً فنكون فعلاً شبيبة واحدة لكنيسة واحدة ولفصح واحد ولمسيح واحد ما انقسم ولن ينقسم.
ووزع الأساقفة شهادات محبة وتقدير على كل الحركات الشبابية المشاركة وعلى اعضاء اللجنة التي اشرفت على التحضير للقاء الشبيبة.