البركة في الكتاب المقدس

ربما كانت الكلمة الأكثر استخداما في الكتاب المقدس حيث ُتذكر كلمة بركة ، بركات، ومبارك، و يبارك أكثر من 200 مرة.
أن تكون مبارك من الرب يعني أنك نلت “حظوة لدى الله” . كلمة “بركة ” إذاً تعترف بألوهية الله وموقعه كمالك و موزع لجميع النعم .

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

غير أننا عندما نفكر في البركات غالباً ما تذهب أذهاننا الى التفكير بالممتلكات المادية مثل البيوت الجميلة، والسيارات الفخمة ، و الحساب المصرفي “الدسم” ، و لا ننسى طبعاً الوظيفة الجيدة. في حين أن هذا صحيح جزئياً فالرب لديه رغبة واضحة في أن يرى بشريتنا ” تزدهر و تكون في صحة جيدة كما أن تكون ناجحة ” (3 يوحنا 2 ) بيد أن بركات الله تتجاوز منطق الممتلكات المادية و الرفاهية الإجتماعية و كم من المرات تفيض بركاته هذه في قلب الألم البشري. 
فالله يعطينا الحكمة و المهارات اللازمة من أجل القيام بمسؤولياتنا (1 ملوك 3:1- 15 ) وهو يباركنا بالصحة السماوية وتلك ليست بمادية أو جسدية بل تتخطى حاجات مولد الجسد الى غمر عطايا و مفاعيل الولادة الثانية. 
حسناً، كيف يمكنني أن أنال تلك “الحظوة” ؟؟؟

” إياك قد اختار الرب إلهك لتكون له شعبًا أخص من جميع الشعوب الذين على وجه الأرض… من أجل أنك تسمع هذه الأحكام وتحفظها وتعمل بها، يحفظ لك الرب العهد والإحسان … ويحبك ويباركك” (تثنية 6:13)

ولكن لحظة : هل الرب يمييز و يربط توزيع “غلة نعمه ” بشرط طاعته ؟؟ أين المساواة و حرية الإنسان إذاً؟

كلا. يجب إلاَّ يُساء فهم الاختيار، فمع اختيار الله لكل فرد منا و النابع عن محبته الإلهية الفائقة يترك لنا ملء الحرية: أن نقبل بره أو نرفضه، أن نرفض وصيته أو نحفظها وفي حفظها يهبنا إمكانية النجاح إن طلبنا ذلك. لقد أحبنا أولًا، يقول إنجيل يوحنا، لكننا لن ندرك هذا الحب ولا يعلن لنا عن ذاته ما لم نتجاوب “عمليًا” معه.
” الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني، والذي يحبني يحبه أبي، وأنا أحبه وأُظهر له ذاتي” (يو 14: 21)

ومع دخولنا في دائرة “الحب الإلهي المشبع للنفس” نتمتع بالشركة في الحياة المطّوبة. نختبر الحياة السماوية التي لا تعرف سوى الفرح الدائم في الرب مهما كانت الظروف المادية: هذه هي “البركة” التي يتمتع بها المؤمن دون غيره في هذه الحياة كمقدمة للحياة العتيدة. فالحياة الأبدية لا تبدأ عند عتبة الموت بل مع الولادة الروحية في ربوع يومياتنا، في مسيرة من توبة متجددة تختبركل يوم أعماق جديدة من حضور الله. 

الله لا يشترط بل يعلن و يُعلم أين مصدر البركات وإنه حتماً لم ينسى في ملء الزمن أن يجعل نفسه لعنةً على خشبة حباً بنا و بهدف منحنا الخلاص :ذاته بالذات.
بناءً عليه : في المرات القادمات عندما نسأله البركات علّنا بقلب شاكر نتذكر محبته و رحمته فوق حاجات اليوميات. 

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير