“إنّ صلاة التسبيح تجعلنا مثمرين” هذا ما أكّده البابا فرنسيس اليوم في العظة التي ألقاها من دار القديسة مارتا أثناء الاحتفال بالقداس الإلهي. علّق البابا على رقص داود وبهجته بالرب في القراءة الأولى من سفر صموئيل الثاني (6: 12-15) مشيرًا إلى أننا إذا انغلقنا بالشكليات سرعان ما ستصبح صلاتنا باردة وعقيمة.
“كان داود يرقص بكل قوته أمام الرب” هذه العبارة اضطلعت بدور أساسي في عظة البابا مشيرًا إلى بهجة داود إذ كان كل الشعب ينقل تابوت العهد إلى مكانه، إلى موطنه. وتابع البابا بأنّ صلاة التسبيح التي قام بها داود قد تخطت كل التقاليد وبدأ يرقص أمام الرب “بكل قوته”. وأشار البابا: “إنّ هذا جعلني أفكّر على الفور بسارة عندما ولدت إسحق كيف “رقصت إبتهاجًا” أمام الرب. أما نحن، فبالنسبة إلينا فمن السهل أن نطلب شيئًا من عند الرب من أن نشكره ونسبّحه. من ثم، فهمت “صلاة العبادة” وهي ليست صعبة كثيرًا. إنما صلاة التسبيح هي عفوية جدًا”.
وتابع البابا: “إنّ صلاة التسبيح هي صلاة مسيحية من أجلنا كلنا! في القداس، كل يوم، عندما نرنّم “القدوس”… هذه تكون صلاة تسبيح: سبّحوا الرب لعظمته، لأنه عظيم! ونحن نقول الأشياء الجميلة لأننا نحب بهذه الطريقة. “ولكن أبتِ، أنا لا أقدر على ذلك…” ولكن لمَ أنتم قادرون أن تبكوا إذا فريقكم فشل بتسديد الهدف ولا تستطيعون أن تسبّحوا الرب؟ إنّ تسبيح الرب هو مجاني! لا تسألوا بل سبّحوا!”
وقال البابا: “علينا أن نصلي من كل قلبنا وهذا عدل لأنه عظيم! والرب فرح جدًا بداود عندما أرجع تابوت العهد إلى مكانه وهو يرقص فرحًا. يمكننا أن نسأل أنفسنا اليوم: “ولكن كيف نقوم بصلاة التسبيح؟ هل أعلم كيف أسبح الرب؟ هل أسبح الله من كل قلبي عندما أرنم “القدوس” أو أتمتمها ليس إلاّ؟ ماذا أقول عن داود الذي رقص أمام الرب؟ وماذا عن سارة؟ عندما دخل داود إلى المدينة بدأ شيء آخر: قام بحفلة!”
وأشار البابا إلى أننا نحتقر بمرات عديدة أولئك الذين يسبّحون الرب معتقدين بأنهم غير متعلمين ولا يصلون بحسب “الشكليات” ولكنّ الكتاب المقدس يرينا، بحسب البابا كيف أنّ صلاة التسبيح تجعلنا نثمر تمامًا مثل ما حصل مع سارة التي رقصت في عمر التسعين عندما أخصبت وإنّ كل ما ينشد “القدوس” في القداس بهذا الفرح سيكون مخصبًا إذ إنّ مديح الرب يجعلنا مثمرين.
ثمّ ختم البابا عظته بتلاوة المزمور 24 (23): “إرفعي أيتها الأبواب رؤوسك وارتفعي أيتها المداخل الأبدية وليدخل ملك المجد. من ذا ملك المجد؟ رب القوات هو ملك المجد”.