"لا يمكنكم أن تفهموا مسيحيًا من دون الكنيسة" هذا ما أعلنه البابا فرنسيس اليوم في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا أثناء احتفاله بالقداس الإلهي مشيرًا إلى ثلاث ركائز للشعور بالانتماء إلى الكنيسة: التواضع، الإخلاص والصلاة من أجل الكنيسة.

إستهلّ البابا عظته مركّزًا على شخصية داود في القراءة الأولى من سفر صموئيل الثاني (7: 18-29) الذي يأتي كابن يتحدث مع والده وعندما يجيبه والده بالنفي "لا" يقبل ذلك فرحًا. "كان لدواد شعور قوي بالانتماء إلى شعب الله" وهذا ما يجعلنا نتساءل عن شعورنا بالانتماء إلى الكنيسة.

وأضاف البابا: "إنّ المسيحي ليس معمَدًا يحظى بسر العماد ومن ثم يذهب في طريقه. إنّ الثمرة الأولى لسر العماد هي الانتماء إلى الكنيسة، إلى شعب الله. لا يمكنكم أن تفهموا مسيحيًا من دون الكنيسة. واستشهد البابا ببولس السادس حين قال إنه من السخف أن نحب المسيح من دون الكنيسة؛ الاستماع إلى المسيح ولا إلى الكنيسة؛ أن نسير مع المسيح على هامش الكنيسة. لا يمكنكم القيام بذلك! إنه انقسام سخيف. إنّ رسالة الإنجيل التي نتلقاها هي من الكنيسة، والقداسة التي نعلنها تكون في الكنيسة ونسير مع الكنيسة. وكل شيء آخر هو خيال أو كما نقول هو انقسام سخيف". وتابع البابا: "إنّ تاريخ الكنيسة بدأ معنا وسيتابع مع من هم من بعدنا". وعنى البابا بذلك الركيزة الأولى وهي التواضع قائلاً: "نحن جزء صغير من شعب كبير يسير على طريق الله".

ثمّ أشار البابا إلى الركيزة الثانية وهي الإخلاص "المرتبط بالطاعة": "الإخلاص للكنيسة، الإخلاص لتعاليمها، الإخلاص للعقيدة، الحفاظ على العقيدة. التواضع والإخلاص. وهنا أيضًا يذكّرنا بولس السادس بأننا نتلقى رسالة الإنجيل كنعمة وعلينا أن نسلّمها كنعمة وليس كشيء ملكنا: إنها موهبة مُنحت لنا. ومسألة إيصالها هي مسألة إخلاص لأننا تلقينا الإنجيل وعلينا أن نسلّمه لأنه ليس ملكنا وهو يسوع وعلينا ألاّ نصبح أسياد الإنجيل وأسياد العقيدة التي مُنحت لنا من أجل استخدامها كما يحلو لنا".

وتابع البابا وأشار إلى الركيزة الثالثة وهي "الصلاة من أجل الكنيسة" سائلاً: "كيف هي صلاتنا من أجل الكنيسة؟ هل نصلي من أجل الكنيسة؟ هل نذكرها في القداس كل يوم وفي بيوتنا؟ ماذا نفعل في صلواتنا؟ صلّوا من أجل كل الكنيسة في كل الأمكنة من العالم". وختم البابا قائلاً: "ليساعدنا الرب لكي نمشي في هذا المسار من أجل تعميق انتمائنا للكنيسة وشعورنا تجاهها".