تابع الأب الأقدس يقول: يُحكى عامة عن سرّ مسحة الميرون، وفي الواقع من خلال الزيت المعروف بـ”الميرون المقدّس” نتمثّل، بقوة الروح القدس، بيسوع المسيح الممسوح الحقيقي الوحيد، المسيح، قدوس الله. وعبارة “تثبيت” تذكرنا أن هذا السرّ يفعّل فينا نمو نعمة المعموديّة: فيوحدنا أكثر بالمسيح ويحملنا على تتميم رابطنا بالكنيسة، يمنحنا قوة خاصة من الروح القدس لننشر الإيمان ونذود عنه بالكلام والعمل، ونعترف باسم المسيح بشجاعة ولا نستحي أبدا بصليبه (التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية عدد 1303). لذلك من الأهمية بمكان أن يُقدّم للذين سينالون سرّ التثبيت تحضيرًا جيّدًا يهدف لحملهم نحو عيش شخصي للإيمان بالمسيح وليوقظ فيهم معنى الانتماء للكنيسة.
أضاف البابا فرنسيس يقول: سرّ التثبيت وكأي سرّ آخر ليس عملاً بشريًا بل هو عمل الله الذي يهتم بحياتنا ويطبع فينا صورة ابنه ليجعلنا قادرين على الحب مثله. وهو يقوم بذلك عندما يفيض علينا روحه القدوس الذي بعمله يشمل الشخص بكامله والحياة بكاملها، كما يظهر من خلال المواهب التي يبرزها التقليد في ضوء الكتاب المقدّس وهي: الحكمة والفهم، المشورة والقوة، العلم، التقوى ومخافة الله. فعندما نقبل الروح القدس في قلبنا ونسمح له بأن يعمل فينا، يقيم المسيح فينا ويتجسّد في حياتنا، فيصلّي من خلالنا ويغفر ويمنح الرجاء والتعزية، يخدم الإخوة ويقترب من المحتاجين والأخيرين ويخلق الشركة ويزرع السلام. وختم الأب الأقدس تعليمه الأسبوعي بالقول: إخوتي وأخواتي لنتذكر أننا نلنا سرّ التثبيت! لنتذكر هذا الأمر أولاً لنشكر الرب على هذه العطية ولنسأله أن يساعدنا لنعيش كمسيحيين حقيقيين ونسير دائمًا بفرح بحسب الروح القدس الذي أُعطي لنا.