نرى هذا الحب وهذه العاطفة بكل وضوح في مزامير إذ يقول المرنم :
“يا الله أنت إلهي، إليك أبكر. عطشت نفسي إليك” (مز 63: 1). “كما يشتاق الأيل إلى جداول المياه، هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله. عطشت نفسي إلى الله، إلى الإله الحي. متى أجئ وأتراءى قدام الله” (مز 43: 1، 2).. إنه شوق إلى الله عطش إليك. كما تشتاق الأرض العطشانة إلى الماء
كثيرون يصلون، ولا يشعرون بتعزية. لأن صلواتهم خالية من الحب… مجرد كلام!
هؤلاء رفض الله صلواتهم……. وقال عنهم ” هذا الشعب يكرمني بشفتيه. أما قلبه فمبتعد عنى بعيدًا” (أش 29: 13).وكرر السيد المسيح نفس التوبيخ بالنسبة إلى اليهود (مر 7: 6)
إذن اخلط صلاتك بالحب. وتكلم فيها مع الرب بعاطفة، وحب كبير ، فالصلاة هى اشتياق النفس إلى الجلوس مع الله. هى اشتياق المحدود إلى غير المحدود، اشتياق المخلوق إلى خالقه، واشتياق الروح إلى مصدرها الإلهي .
والصلاة العميقة القوية ، هى التي تصدر من قلب محب.
فالكتاب يقول ” ذبيحة الأشرار مكرهة الرب، وصلاة المستقيمين مرضاته” (أم 15: 8) (أم 21: 27). وقد رفض الرب صلاة الأشرار فقال لهم ” حين تبسطون أيديكم، أستر وجهي عنكم. وإن أكثرتم الصلاة، لا أسمع. أيديكم ملآنة دمًا” (أش 1: 15).ومن الناحية الأخرى يقول الكتاب ” طلبة البار تقتدر كثيرًا في فعلها” (يع 5: 16).
س : إذن ماذا يفعل الخاطئ وقلبه مثقل بآثامه؟
يصلى ليساعده الله على التوبة. ويتوب لكي يقبل الله صلاته..
يصلى ويقول: “توبنى يا رب فأتوب”(أر 31: 18). فالصلاة هى باب المعونة، الذييدخل منه الخاطئ إلى التوبة. وقد قال ماراسحق“من قال إن هناك بابًا آخر للتوبة غير الصلاة فهو مخدوع من الشياطين”..إذن لا تنتظر حتى تتوب ثم تصلى!! إنما أطلب التوبة في صلاتك، من ذلك الذي قال “بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا” (يو 15: 5)
الصلاة هى فتح القلب لله، لكي يدخل ويطهره.
تذكر صلاة العشار، الذي رفع قلبه في انسحاق أمام الله، طالبًا الرحمة (لو 18: 13). وهكذا خرج مبررًا. عليك إذن أن تصلى لكي تحصل على نقاوة القلب، وأنت تقول للرب في صلواتك: إنضح على بزوفاك فأطهر، واغسلني فأبيض أكثر من الثلج (مز 50). أليس هو القائل ” أعطيكم قلبًا جديدًا، وأجعل روحًا جديدة في داخلكم.. وأجعلكم تسلكون في فرائضى” (خر 36: 26، 27).. اطلب منه في صلاتك تحقيق هذا الوعد.
صـــــــــلاة :
أيُّها الإلهُ السامي المجيد، أنِرْ ظُلماتِ قلبي، وأعطِني إيمانًا مستقيمًا، ورجاءً ثابتًا، ومحبةً كاملة. أعطِني يا ربُّ تحسُّسًا وإدراكًا، كي أعملَ وصيَّتَكَ القدوسةَ الصادقة.
( القديس فرنسيس الاسيزي )