“عندما ينعدم حضور الله بين البشر، نفقد الشعور بالخطيئة فيدفع الآخرون ثمن “رداءتنا المسيحية” هذا ما أكّده البابا فرنسيس اليوم في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا أثناء القداس الإلهي قائلاً: “لنسأل الله أن يمنحنا النعمة بألاّ نقلّل من شأن حضور “ملكوته”.
انطلق البابا فرنسيس في عظته من القراءة الأولى من سفر صموئيل الثاني (11: 1-17) حين وقع الملك داود بغرام بتشابع بنت أليعام امرأة أوريا الحثّي وأرسل رسلاً وأخذها فدخلت إليه وأما زوجها فوجهّه حيث يكون القتال شديدًا فقُتل. إنّ داود قد اقترف خطيئة عظمى وهي الزنا وعندما وجد نفسه أمام هذه الخطيئة الكبيرة لم يشعر بالشفقة ولم يفكّر بأن يطلب الغفران بل فكّر: “كيف يمكنني أن أحلّ هذه المشكلة؟”
وتابع البابا: “كلنا يمكن أن يواجه هذا الأمر. كلنا خطأة وكلنا نقع في التجربة والتجربة هي خبزنا اليومي وهذا طبيعي فنحن نجاهد والشيطان لا يقبع هادئًا بل يريد أن ينتصر علينا. إنما المشكلة، المشكلة الأكثر خطورة في المقطع هنا ليست التجربة والخطيئة التي اقترفها داود ضد الوصية التاسعة من الوصايا العشرة بل كيف تصرّف حيالها. وداود لم يتحدث عن الخطيئة بل عن الحل لمشكلته. وهذه هي العلامة! عندما لا يأتي ملكوت الله، عندما نخفي ملكوت الله، نفقد الشعور بالخطيئة”.
وأضاف البابا: “في كل يوم نصلي صلاة “الأبانا” ونطلب من الله “ليأتِ ملكوتك…” ونريد أن نقول بذلك “لينمو ملكوتك”. وأما عندما أفقد الشعور بالخطيئة أفقد أيضًا الشعور بملكوت الله” فأشعر بأنني أستطيع أن أقوم بكل شيء لوحدي”.
ثم ردد البابا العبارة الشهيرة المعروف بها البابا بيوس الثاني عشر وهي: “الخطيئة الكبرى التي يعيش فيها الإنسان اليوم هي فقدان الشعور بالخطيئة” ونظر إلى أوريّا الرجل البريء الذي نُفِذ فيه حكم الإعدام بسبب ذنب اقترفه سيده. وقال البابا بإنّ أوريّا أصبح شعار كل ضحايا فخرنا المستتر.
ثم ختم البابا: “في كل مرة نرى الظلم وكل الخطر الذي ينتج من جراء فقدان الشعور بالخطيئة أفكّر في الكثير من الأشخاص كانوا مثل أوريّا وكم يوجد العديد من الأشخاص مثل أوريا يتعذّبون اليوم بسبب رداءتنا المسيحية… إنهم شهداء خطايانا عندما نترك ملكوت الله. لا بد لنا من أن نصلي اليوم من أجلنا لكي يمنحنا الرب نعمة ألاّ نفقد يومًا الشعور بالخطيئة وبألاّ يسقط ملكوت الله فينا. لا بد لنا من أن نجلب معنا وردة روحية نضعها على قبر كل من كان مثل أوريّا في حياتنا”.