* * *
نحن، وفد الأساقفة القادمين من أوروبا وجنوب أفريقيا وأمريكا الشمالية، قد جئنا إلى الأرض المقدسة لأجل الصلاة وتقديم دعمنا لمسيحيي هذه البلاد ولمسألة السلام. عاينّا كذلك، خلال الزيارة التي قمنا بها لغزّة، الفقر الكبير الذي يعاني منه الأهالي هناك، كما ولاحظنا الحضور الجريء الذي تُأمِّنه الجماعات المسيحية هناك رغم صغرها وضعيفها.
ما يجري في غزة هو كارثة مصدرها البشر، وفضيحة صادمة، وظلمٌ صارخ يدعو المجتمع الدولي إلى إيجاد حلّ لهذه القضية. لذلك فإننا نطالب القادة السياسيين بالعمل على تحسين الوضع الإنساني لأهالي غزّة، وتأمين الحاجات الأوّليّة التي تسمح لهم بعيش حياة كريمة، وأن يعملوا على جعل التطوير الإقتصادي وحرية الحركة في غزة أمراً ممكناً.
رغم الوضع الذي يبعث في ظاهره على اليأس، وجدنا في غزّة أشخاصاً يملؤهم الرجاء. شعرنا أيضاً بالكثير من الشجاعة عندما قمنا بزيارة بعض الجماعات المسيحية الصغيرة التي تحرص، يوماً فيوماً، ومن خلال المؤسسات المختلفة، على مدِّ يدها برأفة لمساعدة أفقر الفقراء، مسلمين كانوا أم مسيحيين. نستمر من ناحيتنا بتقديم الصلاة والدعم للكهنة والرهبان والراهبات والعلمانيين العاملين في غزّة. حضورهم بحد ذاته هو جزء من خدمتهم في غزة، إضافة إلى الرعاية التي يقدمونها للأطفال المعاقين وللأشخاص المُسِنِّين، والتعليم الذي يقدّمونه للشباب.
منحتنا هذه الشهادة للإيمان والرجاء والمحبة التي عاينها، الرجاء لأنفسنا. ما نحتاج إليه اليوم هو فعلاً هذا الرجاء الذي سيأتي لنا بالسلام، هذا السلام الذي لا يمكن أن يُبنى إلا على أساس العدل والمساواة بين الشعبين. يحتاج الفلسطينيون والإسرائيليون بشدّة إلى هذا السلام. فلنأخذ، على سبيل المثال، قضية وادي دير كريمزان، فإن بناء السور هناك أضحى يهدد أراض زراعية تعود ملكيتها، منذ أجيال، لثمانية وخمسين عائلة مسيحية. تأتي مفاوضات السلام في لحظة حرجة. لقد حان الوقت كي نروي ظمأ كلا الطرفين إلى العدل.
نحث المسؤولين إذاً على أن يكونوا روّاداً في حمل رسالة الرجاء، لا محرّضين على عرقلة عملية السلام. ندعوهم كذلك أن يصغوا إلى الرسالة التي وجهها مؤخراً قداسة البابا فرنسيس إلى أعضاء السلك الدبلوماسي: “إنه لأمر إيجابي أن المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين قد بدأت من جديد، وأتمنى أن يصمم الطرفان، مع الدعم الذي يقدمه المجتمع الدولي، على تطبيق القرارات الشجاعة التي ستُؤخَذ بهدف إيجاد حلٍّ عادل ودائم لنزاع أضحت نهايته أمراً ضرورياً وعاجلاً” (13 كانون الثاني 2014).
في هذه اللحظة التي سنغادر فيها الأرض المقدسة، نحمل في قلوبنا جميع أساقفة ومؤمني هذه الكنيسة المحليّة. هم ليسوا وحدهم. فمعهم، نُكَوِّنُ جميعاً شعب الرجاء. نصلي كي تكون زيارة البابا فرنسيس المرتقبة فاتحةً لسبُلِ الرجاء في المنطقة. وإننا لمتيقنون بأن السلام الدائم هو أمر ممكن.
المونسينيور ستيفان بريزلين، جنوب أفريقيا
المونسينيور بيير بيرشير، الدول الإسكندنافية
المونسينيور وليم كريان، إيرلندا
المونسينيور ميشيل دوبوست، فرنسا
المونسينيور بول-أندري دوروشي، كنداالمونسينيور باتريك كيلّي، إنجلترا ومقاطعة ويلز
المونسينيور وليم كيني، إنجلترا ومقاطعة ويلز
المونسينيور ديكلان لانغ، إنجلترا ومقاطعة ويلز
المونسينيور دينيس نالتي، إيرلندا
المونسينيور ريتشارد بيتس، الولايات المتّحدة الأمريكية
المونسينيور توماس رينتس، ألمانيا
المونسينيور جانوش ستيفنوفسكي، بولندا
المونسينيور خوان إنريك فيفيس، إسبانيا.