في الوقت الذي كثُر فيه الحديث عن العنف ضد المرأة وانتهاك حقوقها بشتى الأشكال، تأتي ظاهرة الاتجار برحمها وهي وبحسب ما وصفتها الدكتورة أوليمبيا تارزيا واحدة من أفظع أشكال العنف التي يمكن أن ترتكب بحق المرأة وبالأخص بحق المرأة الفقيرة: "إنها ليست مجرّد عمل عنف مادي بل أيضًا نفسي". إنّ غالبية النساء اللواتي يتعرّضن لهذا العنف هنّ اللواتي يفتقرن إلى العلم والمعرفة ولا يجدن القراءة والكتابة فيتمّ استغلالهنّ ويجبرن على التوقيع على الأوراق القانونية من دون فهم المضمون.
إنّ هذه الظاهرة تتنافى كليًا مع مبدأ الأمومة وترى الكنيسة فيها بأنها عمل غير أخلاقي لما فيه من خطر على الولد ويفتح الباب للاتجار بالأطفال وسرقتهم وقد لوحظ هذا الأمر في الهند التي تجيز هذا الأمر وتستغلّ النساء الفقيرات والمعدمات وتشجّع الشركات الكثيرة. ولوحظ أنّ الهند تستفيد من الاتجار برحم المرأة بمليارين دولار سنويًا من دون أن تدرك بأنّ ذلك يفتح المجال أمام المرأة التي استُئجر رحمها أن تتصرّف على هواها بالطفل كإجهاضه أو عدم الاعتناء به صحيًا وغير ذلك وهذا غير جائز أبدًا. فأين حقوق الطفل؟ ورجت الدكتورة أوليمبيا تارزيا كلّ النساء بإدراك خطورة هذا الفعل كما طالبت كلّ الدول المجزية لهذا العمل والدول المانعة له بإيقاف هذا الإجرام فهذه الدول الأخيرة تشارك بطريقة غير مباشرة بهذا العنف الحاصل بحقّ المرأة.