سأل البابا اليوم في عظته الصباحية أن نصلي الى الله من أجل الدعوات، ليرسل كهنة وراهبات يكرسون قلبهم له، وهم متحررين من وثنية الغرور والسلطة والمال. تمحورت عظة اليوم حول إنجيل الغني الذي سأل يسوع عما يجب أن يفعله ليرث ملكوت السماوات. شرح البابا أن هذا الرجل كان فعلا يرغب بسماع كلمات يسوع وهو كان رجلا طيبًا إذ انه حفظ الوصايا في صباه ولكنه أراد المزيد فقاده الروح القدس الى يسوع الذي نظر اليه بمحبة وقال له: “إذهب وبع ما تملك واعطه للفقراء وتعال اتبعني.” عند سماعه هذا الطلب اغتم الرجل ورحل حزينًا لأنه كان يملك الكثير من المال.
ماذا اختار هذا الغني؟ لقد اختار المال، نعم، حار في أمره لأن الروح قاده الى يسوع ولكن لم يستطع أن يفرغ قلبه ليملأه من محبة الرب، فقلبه كان أسير المال، “مع انه كان رجلا طيبًا، لم يكن سارقًا، ولم يجمع ماله بالحرام، ولكنه اختار المال بقدر ما كان متعلقًا به.” تساءل الحبر الأعظم عن عدد الشباب في مجتمعنا اليوم الذين يرغبون باتباع يسوع، بالركوع عند قدميه وإعلان إيمانهم علانية ولكن حين يكون قلبهم ممتلئًا بأشياء أخرى وهم لا يملكون الشجاعة لإفراغه، يعودون والفرح الذي كان يتملكهم ينقلب حزنًا.
كذلك أردف الأب الأقدس أنه علينا أن نصلي من أجل أن يتشجع هؤلاء الشباب على إفراغ قلوبهم من كل الاهتمامات الأخرى لتصبح قلوبهم حرة، وبخاصة الشباب الذين يملكون دعوة لاتباع الرب ولكن هناك ما يمنعهم، وأعطى البابا صلاة للدعوات: “يا رب، أرسل الكهنة والراهبات، احمهم من الوثنية، وثنية الغرور، ووثنية السلطة والمال.” هذه الصلاة هي لإعداد القلوب لاتباع يسوع عن كثب.
اختتم فرنسيس مشددًا على أهمية الصلاة للدعوات، الصلاة من أجل هؤلاء الشباب الأحرار وليس العبيد لكي يبلغ نداء الرب قلوبهم ويأتي بثمار جمة، ويمنح الجميع هذا الفرح العظيم الذي يشعر به كل شخص يتبع يسوع عن كثب.