غصّت كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة بالمؤمنين الذين اتوا للمشاركة في صلوات الصوم المبارك وللمشاركة في الرياضة الروحية التي يلقي مواعظها رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك سيادة المطران عصام يوحنا درويش.
وفي اليوم الأول كانت العظة بعنوان ” تعال وانظر”، دعا فيها درويش المؤمنين للسير في طريق النور ومما قال ” الرياضة الروحية اذن هي دعوة لنمشي في النور على خطى يسوع لأن مَن يتبع الرب يسوع “لا يمشي في الظلمة” (يوحنا8: 18) بل يصبح من “ابناء النور وأبناء النهار” (1تسالونيكي 5: 5). الظلمة هي انعدام النور واعمال الظلمة هي اعمال الخطيئة التي لا مقر فيها ليسوع، لذلك يوصي الرسول بولس بالابتعاد عنها والتسلح باسلحة النور اي “بترس الايمان الذي به تُطفَئوا جميعُ سهام الشرير الملتهبة، وبخوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله” (افسس 6: 16-17).”
وأضاف ” أراد يسوع أن يخرج الى الجليل فوجد فيليبس وقال له: اتبعني وكان فيليبس من بيت صيدا من مدينة الأخوين أندراوس وبطرس. تعرف فيليبس على المسيح وتبعه ورأى فيه شخصا مختلفا عن الآخرين ، اختبر روعة شخص المسيح ولم يقبل إلا أن يعرف أصدقائه ومنهم صديقه نثنائيل على المسيح
توجه اليه وقال له “وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة” اراد أن يستعمل الكتاب المقدس لكي يقتنع نثنائيل منه بأن الذي وجده هو الذي تكلم عنه الأنبياء وهو الذي تنتظره كل الخليقه. ونثنائيل لم يبدي في بادئ الأمر اهتماما بهذا الأمر وبما كتب موسى ولا بشخص يسوع المسيح، كونه ابن يوسف لذا كانت ردة فعله سريعة وقال لصديقه فيليبس: “أمن الناصرة يخرج شيئ صالح؟ (يو 1/45).
ما يهمني في هذا التأمل ما قاله ماقاله فيلبس لنثنائيل “تعال وانظر” ولما بدا على نثنائيل من تغير كبير عندما اقترب من يسوع وكيف قال له يسوع “قبل أن يدعوك فيلبس رأيتك. دعوة فيليبس لنثنائيل دعت كل الرسل أن يفكروا ويتأملوا بها. خصوصا أنهم سمعوا شهادة يوحنا المعمدان ابن زكريا وأليصابات، عنما أرسل اليهود كهنة ولاويين ليسألوه من أنت؟ فاعترف يوحنا آنذاك وما أنكر “أني لست المسيح.. أنا أعمد بالماء، وبينكم من لا تعرفونه، هو الذي يأتي بعدي، ويكون أعظم مني..” (يو1/19-27).”
وأضاف درويش ” ربما نجد أوجه شبه بين دعوة فيلبس “تعال وانظر” والأيقونات التي نكرمها يوم الأحد القادم وهو الأحد الأول من الصوم وفيه تدعونا الكنيسة لنكرم الأيقونات. الأيقونة هي أداة تصلنا بالله، وهي وسيط لنصل من خلالها لله وهي ترافقنا في حياتنا لتكون في وسط حياتنا. من خلالها نطلب رؤية يسوع.
الأيقونة المقدسة هي وسيلة أخرى لنرى من خلالها وجه الله وهي تهدف الى تعليمنا وتثقيفنا لأنها تفيض نعمة وبركات وأشفية وحماية. وبإكرامنا الأيقونة تنشأ بيننا وبينها علاقة روحية ونصير نعود اليها في أفراحنا وشدائدنا، وتصير جزءا منا ومن مقتنياتنا الخاصة. حتى نرى يسوع علينا أن نتمتع بنقاء القلب “طوبى لأنقياء القلوب فإنهم يعاينون الله”. وبقدر ما نكون أطهار وأنقياء نرى الله ونرى في الأيقونة وجه الله.”
وختم درويش عظته بالقول ” بما يخصنا نحن مسيحي اليوم، لم نرى يسوع ولا الآب، لكن وجه الله يكشف لنا في سر الأخ والأخت، كما قال القديس كلمنضوس الاسكندري: “رأيت أخاك، رأيت الله” هذه هي الطريق التي تصل بنا الى التطويبات: “طوبى لأنقياء القلوب فإنهم يعاينون الله”.
عاش يسوع طوال حياته بنقاء ونقاء قلبه ظهر برحمته وحنانه على الفقراء والمرضى والمتروكين..
“تعال وانظر” كلمات تشدنا لنذهب الى المسيح، نستدعيه، نبحث عنه وهو بدوره سيمكث معنا ويجعل مسكنه فيما بيننا”