ترأس البابا فرنسيس بعد ظهر اليوم رتبة أربعاء الرماد في بازيليك القديسة سابينا في هضبة الأفنتينو في روما. وخلال الاحتفال بالقداس الإلهي تلا البابا فرنسيس عظة انطلاقًا من كلمات النبي يوئيل: “مزقوا قلوبكم لا ثيابكم” (يوئيل 2، 13). وشرح الأب الأقدس أن هذه الكلمات تبين لنا وجه الصوم الخاص، الذي لا يقتصر على البعد الخارجي وعلى المقاصد المبهمة، بل يرتكز على تحول كل الوجود وبدء مسيرة تتحدى الروتين وتفتح قلوبنا وعيوننا نحو التوبة والخروج من أنانيتنا.
التوبة هي انفتاح على الله وعلى الإخوة. زمن الصوم يدعونا للنهوض، لنتذكر أننا خلائق، وببساطة أننا لسنا الله. ولاحظ الأب الأقدس:” عندما أنظر في إطار الحياة اليومية بعض الصراعات لاحتلال الفسحات، أفكر في نفسي: هؤلاء الأشخاص يلعبون دور الله الخالق. لم يدركوا بعد أنهم ليسوا الله.
مسيرة الصوم تتضمن الصليب والتخلي ويقدم لنا إنجيل اليوم (إنجيل متى 6، 1 – 18) عناصر هذه المسيرة: الصلاة، الصوم، الحسنة. ويبين لنا الإنجيل أن المهم ليس المظهر لأن قيمة الحياة لا تكمن باعتبار الآخرين أو بالنجاح، بل بما لدينا في داخلنا.
وشرح البابا أن الصلاة هي قوة المسيحي، ففي ضعفات حياتنا يمكننا أن نتوجه إلى الله بثقة الأبناء والدخول في شركة معه.
العنصر الثاني هو الصوم، ولا يجب أن نمارس صومًا ظاهريًا يقوم بالحقيقة بـ “إشباعنا”، لأنه يجعلنا نشعر بأننا على ما يرام. للصوم معناه لأنه يزيل ضماناتنا، ويساعدنا على عيش خبرة السامري الصالح الذي ينحني على أخيه المحتاج ويعتني به.
العنصر الثالث هو الحسنة التي تعبّر عن المجانية، لأننا بالحسنة نقدم الخيرات لمن لا ننتظر منه شيئًا بالمقابل. ويجب على المجانية أن تكون إحدى خصائص المسيحي، الذي يعرف أنه تلقى الكثير من الله مجانًا ودون استحقاق، وبالتالي يتعلم أن يعطي بمجانية.
زمن الصوم يدعونا إلى الارتداد والتوبة، ويهزنا من رقادنا. وتحريض الرب لنا واضح: “إرجعوا إلي من كل قلوبكم” (يوئيل 2، 12).