كما واستقبل وفدًا من المجلس المسكوني للكنائس، وللمناسبة وجه الأب الأقدس كلمة رحب بها بضيوفه وقال: إن هذا اللقاء يطبع فصلاً جديدًا ومهمًا لعلاقات طويلة ومثمرة بين الكنيسة الكاثوليكية والمجلس المسكوني للكنائس. إذ ومنذ بداياته قدم المجلس المسكوني للكنائس مساهمة كبيرة في تربية حسٍّ لدى جميع المسيحيين حول واقع انقساماتنا التي تشكل حاجزًا كبيرًا للشهادة للإنجيل في العالم. لذا علينا أن نقبلها كما ولو أنها مجرّد مكونات – لا يمكن تجنبها – لخبرة الكنيسة التاريخية. ولكن إن تجاهل المسيحيون الدعوة إلى الوحدة التي وجهها الرب لهم، فهم بذلك يخاطرون بتجاهل الرب نفسه والخلاص الذي يقدمه لنا من خلال جسده أي الكنيسة: إذ “لا خلاصَ بأَحَدٍ غيره، لأَنَّه ما من اسم آخر تحت السَّماء أُطلق على أَحَد النَّاس ننال به الخَلاص” (أع 4، 12).
تابع البابا فرنسيس يقول: إن العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والمجلس المسكوني للكنائس قد تطورت ابتداءً من المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني وساهَمَت لكي، بتخطينا لعدم الفهم المتبادل، نتمكن من التوصل لتعاون مسكوني صادق و”تبادل مواهب” متزايد بين مختلف الجماعات. فالدرب نحو الشركة الكاملة والمنظورة هي مسيرة لا تزال حتى يومنا هذا صعبة وشاقة. لكن الروح القدس يدعونا لعدم الخوف وللذهاب إلى الأمام بثقة دون الاكتفاء بالتقدم الذي اختبرناه خلال هذه السنوات. وأضاف الأب الأقدس يقول: إن الصلاة أساسية في هذه المسيرة، وفقط بروح صلاة متواضعة ومستمرة سنتمكن من الحصول على الرؤية الضرورية، والتمييز والدوافع لنقدم خدمتنا للعائلة البشرية بكل ضعفها وحاجاتها الروحية والمادية.
وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول: أيها الإخوة الأعزاء، أؤكد لكم صلاتي لكيما تتمكنوا، خلال لقائكم مع المجلس البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين، من تحديد الأسلوب الأكثر فعالية للتقدم معًا في هذه الدرب. ليعضد الروح القدس كل واحد منكم وعائلاتكم ومعاونيكم في المجلس المسكوني للكنائس وجميع الذين يعملون لتعزيز الوحدة. صلوا من أجلي أيضًا ليمنحني الرب النعمة لأكون أداة طائعة لمشيئته وخادمًا للوحدة.