“هل أشعر بالخجل من لحم أخي وأختي؟” بهذا السؤال اتّسمت عظة البابا اليوم من دار القديسة مارتا أثناء القداس الإلهي مؤكّدًا أنّ حياة الإيمان ترتبط ارتباطًا وثيقَا بالإحسان إلى الفقراء.
“إنّ المسيحية ليست قاعدة بلا روح، أو كتيّب يحمي الأشخاص الذين يظهرون بقلب طيّب ويخبّئون قلبًا فارغًا من الحبّ. إنّ المسيحية هي الإنحناء على الآخر من دون خجل” وعلّق البابا على إنجيل اليوم (مت 9: 14 – 15) عندما انتقد الفريسيون تلاميذ يسوع بأنهم لا يصومون ومن هنا شدد البابا على أنّ الفريسيين قد حوّلوا احترام الوصايا إلى “رسميات” فبدّلوا “الحياة الدينية” إلى “أخلاقيات” متناسين الجذور وتاريخ الخلاص.
“لقد حظوا من الرب محبة الآب وهويّة شعبهم ثمّ حوّلوها إلى أخلاقيات ورفضوا نعمة المحبة. إنّ هؤلاء الأشخاص المنافقين هم أشخاص طيبون قاموا بكل ما يجب القيام به. يبدون بأنهم طيبون! إنما هم أخلاقيون، أخلاقيون من دون طيبة لأنهم فقدوا إحساس الانتماء إلى شعب!”
ثم انتقل إلى القراءة الأولى من سفر أشعيا (58: 1 – 9) عندما وصف النبي أشعيا ما هو الصوم وفقًا لله: “حلّ قيود النفاق” و”فكّ ربط النير” و”إطلاق المضغوطين أحرارًا” و”كسر الخبز للجائع” و”إدخال المطرودين البائسين إلى بيتك” و”أن تكسو العريان” و”أن لا تتوارى عن لحمك”. هذا ما يريده الرب منّا، أن لا نخجل من الاهتمام بأخينا. إنّ كمالنا وقداستنا نلقاهما بين شعبنا الذي إليه ننتمي. إنّ أكبر عمل قداسة هو تحديدًا بألاّ نتغاضى عن قريبنا وعن يسوع المسيح. إنّ عمل القداسة يكمن اليوم على المذبح وليس في صيامنا المنافق. علينا أن نشاطر خبزنا مع الجائع ونساعد المرضى والمسنين وكل من لا يستطيعون أن يعطونا شيئًا في المقابل”.
من هنا، فسّر البابا بأنّ “الصوم الأصعب” هو “صوم الطيبة” إنه صوم السامري الصالح الذي انحنى على المجروح وساعده على عكس الكاهن الذي مال عنه خوفًا من أن يصاب بالمرض. ومن هنا تسألني الكنيسة: “هل أخجل من لحم أخي وأختي؟”
“عندما أقوم بمساعدة أحد، هل أضع المال في يده من دون أن ألمسها؟ وإن لمست يده تكون بالصدفة أليس كذلك؟ عندما أساعد أحدًا هل أنظر في عينيّ أخي وأختي؟ عندما أعرف أنّ شخصًا هو مريض هل أقترب منه؟ هل أحييه بعطف؟ هل أعانق المرضى والمسنين والأطفال أو كل من فقدوا الشعور بالحنان؟ هؤلاء المنافقون لا يعرفون العناق! لقد نسوا… لا تخجلوا من لحم أخيكم!”