أعلنت حكومة باكستان يوم أمس عن تشكيل لجنة جديدة مهمتها إحياء محادثات السلام مع الطالبان. كان الطرفان قد وقعا على وقف إطلاق النار لتسهيل استئناف المفاوضات، في حين أن الجيش يستعد في حال فشل المحادثات على شن هجوم واسع ضد الإسلاميين. بعد أسابيع من الجمود، تسعى اسلام اباد لعلى بدء موجة جديدة من المحادثات مع جماعة تحريك التي تسعى مع طالبان الى أسلمة الدولة. بعد لقاء مع زعيم الجماعةعمران خان، عيّن رئيس الوزراء أعضاء الفريق الجديد.
بدأت الحكومة محادثات سلام مع حركة طالبان في كانون الثاني، تلاها عرض الشهر الماضي من قانون سلوك الأمن القومي. لم توقف أي مبادرة دوامة العنف الإسلامية المتطرفة التي أدمت البلاد الى اليوم. إذا، من ناحية، تعهدت طالبان الباكستانية باحترام وقف إطلاق النار، مفن ناحية أخرى، قد هاجمت جماعات ميليشيا طالبان المؤسسات ومراكز الشرطة والأهداف العسكرية عدة مرات. ردا على ذلك، فقد قام الجيش بسلسلة من الغارات في المناطق القبلية ضد معاقل للاسلاميين.
اليم، ها هي الحكومة وطالبان توقعان على وقف إطلاق النار وبدء المحادثات، سيتقدم الطالبان بعرض شروط السلام، ومن ثم تتعلق المرحلة الثانية من الحوار بجواب قادة الطالبان، وفي هذه الأثناء، يستعد كبار ضباط الجيش لعملية عسكرية واسعة النطاق لضرب وتدمير القوى المتطرفة في حال تصاعد “الدخان الأسود” من محادثات السلام. خلال مؤتمر عقد حول السلام قال رئيس اساقفة لاهور: “من الضروري زرع التسامح والوئام في هذه المرحلة”، ودعا جميع القادة الدينيين “لتعزيز التعايش السلمي”. كذلك ركز رئيس الأساقفة على “جيل الشباب” الذي يحتاج إلى أن يدرس هذه المبادئ، في حين أنه “يجب محاربة الكراهية والتمييز بكل قوة وعلى جميع المستويات”.
أعطى علماء وخبراء السياسة الوطنية رأيهم بالموضوع، كالأستاذ سيد عابد علي، الذي قال أنه لا ينبغي على الحكومة أن تتواصل مع الناس الذين قتلوا وهاجموا المواطنين الأبرياء والجيش بلا رحمة. وأعرب زعيم مسلم، عن قلقهه إزاء وجود باكستان وسيادتها: الحوارات وسيلة لإضاعة الوقت، وتعطي طالبان الباكستانية فرصة لاعادة تجميع صفوفها وضرب بقوة متجددة. “اعتقادهم الذي ينص على ذبح أي شخص من غير عقيدتهم هو عار ولا يجب على الحكومة أن تتفاوض مع هؤلاء البرابرة.”
***
نقلته الى العربية (بتصرف) نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية