“اقتحموا باب منزلي وبدأوا بالبحث عنه” بهذه العبارة صاحت هنريات أومبو، المرأة المسيحية المتزوّجة من رجل مسلم يسكنان في بانغي، في أفريقيا الوسطى.
في الواقع، هاجمت مجموعة مسلّحة باب الثنائي لقتل الزوج كونه من الديانة المسلمة ولكنه همّ بالهرب من النافذة الخلفية. فتّشت عنه الجماعة المسلّحة البيت كلّه وهددت بإحراق البيت ثمّ صرخوا بالمرأة قائلين: “إرتدّي عن الدين الإسلامي وإلاّ سوف نعود لنقتلك لأنك تزوّجت برجل مسلم”.
إنّ مسألة الزيجات بين المسلمين والمسيحيين قد اشرأبّت في العام 1960 عندما عانت جمهورية أفريقيا الوسطى الأمرّين لاستحصال استقلالها من فرنسا. ويظهر المسؤولون في الأمم المتحدة وعمّال الإغاثة قلقهم أمام هذه الوحشية وروح الانتقام التي يشعر بهما كلا الطرفين وتدمّران العلاقات بين المسلمين والمسيحيين إذ العديد من العائلات ستُدمّر وتُفكَّك.
قبل 20 كانون الثاني، لم يكن الأمر على هذا الحال! يُخبر العديد من السكّان عن مدى تعايش المسلمين مع المسيحيين ومن بينهم عبد الحفيظ (مسلم) تزوّج من شابة مسيحية منذ 20 عامًا ولهم سبعة أولاد. منذ أشهر، قامت الميليشيا المسيحية من غزو الحي في بانغي فهرب عبد الحفيظ مع أربعة من أولاده وبقي ثلاثة منهم مع أمهم. ومنذ ذلك الوقت، لا يستطيع أي منهما رؤية الآخر خوفًا من أن يُقتلا!
وبالعودة إلى أومبو، المرأة المسيحية التي هرب زوجها خوفًا من القتل، فإنها ترفض اللحاق بزوجها والانتقال إلى تشاد حيث الأكثرية المسلمة وتهاب الرفض هناك وردّ العين بالعين والسنّ بالسنّ وتخشى العودة إلى قريتها “المسيحية” التي لن تتقبّلها لكونها اعتنقت الدين الإسلامي. والحلّ؟ قررّت خلع الحجاب وعدم الذهاب إلى الجامع و”التظاهر” بأنها مسيحية!
لا شكّ في أنّ “هذه الميليشيا المسيحية” هي بعيدة كلّ البعد عن “المسيحية” أو بالأحرى عن “المسيح” بنفسه! فربّما لو تعرّفت هذه “الميليشيا” إلى “قائدها” التي تتغنّى باسمه لكان علّق أفرادها الرحى في عنقهم. فكيف يمكن لروح الانتقام أن تعمي بصائرهم إلى هذا الحدّ، إلى حدّ “الحوار” بالسلاح وتفكيك العائلات وخلق الذعر والخوف في قلوب المسيحيين منهم والمسلمين. أهكذا أصبحت الشهادة للمسيح؟