المسيحيّون الفلسطينيون في اسرائيل: هل هويّتهم في خطر؟

أقر مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسةفي اجتماعه نصف السنوي في يومي 11 و12 آذار 2014،وثيقة أعدتها لجنة العدل والسلام بخصوص قانون الكنيست الجديد عن الفلسطينيين المسيحيين في إسرائيل. يهدف هذا القانون إلى خلق تفرقة بين الفلسطينيين المسيحيين والمسلمين، إذ يدعي هذا القانون بأن المسيحيين العرب في اسرائيل ليسوا في الواقع فلسطينيين. ويترتب على ذلك واجب خدمتهم في صفوف الجيش الإسرائيلي.

Share this Entry

يقول صنَّاع السياسة الإسرائيلية، في هذه الأيام، ويشدِّدون، أن المسيحيين الفلسطينيين ليسوا عربا،  ولا هم جزء من الشعب الفلسطيني. قالوا هذا في الحملة التي أطلقوها لحمل الفلسطينيين المسيحيين على الانخراط في الجيش الإسرائيلي. وقبل مدة وجيزة، سُنَّ قانون قدَّمه عضو الكنيست، ياريف ليفين، للتمييز بين الفلسطينيين المسلمين والمسيحيين ويقول القانون إن الفلسطينيين المسيحيين هم مسيحيون وليسوا فلسطينيين.

نحن رؤساء الكنائس الكاثوليكية في إسرائيل نود أن نوضح أنه ليس من حق السلطات الإسرائيلية المدنية ولا من واجبها أن تقول لنا من نحن. في الواقع معظم المؤمنين في أبرشياتنا في إسرائيل هم فلسطينيون عرب. وهم طبعا مسيحيون. وهم أيضا مواطنون في دولة إسرائيل. ولا نرى أي تناقض في هذا التحديد لهويتنا: مسيحون وفلسطينيون وعرب ومواطنون في دولة إسرائيل.

وإنّنا نوجِّه كلامنا هذا إلى جميع الفلسطينيين المسيحيين سواء في إسرائيل أم في فلسطين وفي كل أماكن تواجدهم في العالم. فهم، حيثما وجدوا، فلسطينيون ومسيحيون ومواطنون.

بعض المسيحيين في إسرائيل، وهم أقلية هامشية، يؤيدون هذه الحملة لإعادة تحديد هويتنا، وذلك إما لمصالح ذاتية، وإمّا لأنهم خائفون، أو أنهم يحلمون بالحصول على المساواة في المواطنة. ولكن يجب أن نبين ونؤكد أنهم لا يتكلمون باسم الفلسطينيين المسيحيين في إسرائيل.

أهل هذه الارض، يهودا، ومسيحيين ومسلمين ودروزا، عاشوا قرونا وتعاقبت عليهم دول مختلفة، والمسيحيون والمسلمون والدروز معا (وعدد من اليهود أيضا الذين بقوا في الأرض) يؤكدون أنهم شركاء في هذه الهوية الفلسطينية التي تكونت وتطورت عبر القرون.

ومن الواضح أن الهدف من هذه الحملة هو فصل المسيحيين في إسرائيل عن مواطنيهم المسلمين. وهذا أمر خطير. ولكنها ستزيد المسيحيين أنفسهم أيضًا انقساما في ما بينهم. وفي هذا خطر أكبر.

إن كان الكنيست الإسرائيلي يريد بمواطني إسرائيل خيرًا، يجب أن يبذل جهودا لسن القوانين التي تزيل التفرقة بين جميع المواطنين، يهودا أم عربا، مسيحين ومسلمين ودروزا.  فإذا عمل على خلق مجتمع يوحِّد بين جميع مواطنيه ويساوي بينهم، ويجتهد في سبيل العدل والسلام،  لن يبقى لأحد سبب للخوف، لا للإسرائيليين ولا للفلسطينيين، مسيحيين أو مسلمين أو دروزا. وسيستطيع الجميع العيش معًا عيشة كريمة مبنية على الاحترام المتبادل، وسيعملون معا لبناء مستقبل أفضل.

 مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة

لجنة العدل والسلام

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير